مشاركة مميزة

    الاثنين، 11 أبريل 2016



    مقدمة :-
    فى البدایة وقبل أن نناقش موضوع هجرة الأسماك فیجب أن نعرف مایشیر إلیه بدرجة الحركة فى الأسماك ویشیر هذا المصطلح إلى مدى إرتباط نوع معین من الأسماك بالمكان الذى تعیش فیه الأسماك ومدى تواجدها فى هذا المكان. هذا وتقسم الأسماك تبعاً لهذا المضمون إلى:
    1. أنواع ثابتة: وتعیش هذه الأسماك فى مناطق ثابته لاتغادرها  وخاصة فى الطور الیافع مثل أنواع المحار والأصداف.
    2. أنواع متوطنة: وهذه الأنواع قادرة على الحركة والتجول ولكنها تفضل البقاء فى مناطق صغیرة المساحة وفى تحركها تقع تحت تأثیر عدة عوامل منها:-
    • حركة یومیة: حیث تتحرك الأسماك عمودیاً تجاه السطح والقاع أثناء اللیل والنهار كما أن بعض الأسماك تقترب من الشاطئ أثناء ساعات اللیل.
    • حركة المد: وفى هذه الحالة یلاحظ أن بعض أنواع الأسماك تتجه إلى الشاطئ عند المد ثم تتقهر تجاه البحر أثناء الجزر.
    • إنتشار عشوائى: بعض الأنواع مثل الأستاكوزا وسمك موسى تجد نفسها تتحرك حركة عشوائیة بدون إتجاه محدد.
    • حركة موسمیة: حیث أن بعض أنواع الأسماك المتوطنة تتحرك تحركاً موسمیاً قصیر حیث تتحرك لتدخل البحیرات هروباً من ماء البحر البارد أو تتحرك إلى المناطق الباردة صیفاً.
    • حركة سنویة: وفى هذا النوع من الهجرة نجد أن أنواع عدیدة من الأسماك مثل أسماك العائلة البوریة تقوم بهجرة سنویة منتظمة وهذه الهجرة تكون للتكاثر أو للبحث عن الغذاء أو لكلیهما معاً مما یصعب على الباحث أن یعزى الهجرة إلى سبب معین.
    أما من ناحیة المناطق التى تعیش فیها الأسماك فیمكن تقسیمها كما یلى:

    • أسماك القاع السحیق: وتتواجد أسماك هذه المجموعة على أعماق سحیقة فى المحیط حیث درجات الحرارة المنخفضة والملوحة العالیة والظلام الدامس وتتمیز معظم هذه الأسماك بوجود خلایا فسفوریة تستعمل فى الإضاءة وتمییز الأنواع المختلفة من الغذاء والأسماك الأخرى.
    • أسماك طبقات المیاه المتوسطة: وتعیش هذه الأسماك فى المیاه الواقعة بین القاع والسطح فى المحیط .
    • أسماك سطحیة: وتعیش هذه الأسماك دائماً فى المیاه السطحیة ودائماً بین الساحل والمسافات البعیدة داخل البحر وتتصف هذه الأسماك بأنها سریعة وتضم أسماك الرنجة والتونه وبعضها یتجمع على شكل قطعان وبالتالى تشكل مصدراً جیداً لصید الأسماك.
    • أسماك قاعیة سطحیة: وتضم هذه المجموعة أسماكاً یمكنها أن تعیش على القاع وأیضاً تصعد إلى سطح الماء ویتحدد ذلك بالموسم وتضم هذه المجموعة بعض أنواع القرش.
    • أسماك ساحلیة: وهى أسماك بریة ویندر وجودها بعیداً عن الساحل وغالباً ماتتجول فى مسافة تبعد عن الساحل بحوالى ٢-٤ كم ومثال ذلك أسماك العائلة البوریة. 
    • أسماك Etharinc : وتتمیز أسماك هذه المجموعة بقدرتها على التكیف للمعیشة فى المیاه البحریة ذات الملوحة العالیة وأخرى تقترب من المیاه العذبة كما أنها تتحمل التغیر فى درجات الملوحة ومن أمثلتها أسماك القاروص.
    • أسماك تتوالد فى البحر وتعیش فى المیاه العذبة: ویتوالد هذا النوع فى البحر ثم یتجه إلى المیاه العذبة والبحیرات للبحث عن الغذاء ویمثل ثعبان السمك Eel أهم أسماك هذه المجموعة وكذلك بعض أسماك العائلة البوریة.
    • أسماك تعیش فى البحر وتتوالد فى الأنهار: وتعیش هذه الأسماك بین بیئتین مختلفتین تماماً حیث أنها تعیش فى البحر للغذاء ثم تصعد إلى الأنهار والمجارى المائیة لكى تتوالد فیها مثل أسماك السالمون التى تتواجد بكثرة فى أوروبا.
    تعریف هجرة الأسماك
    الهجرة فى الكائنات الحیة بوجه عام عبارة عن تحركات جماعیة للإنتقال من بیئة إلى بیئة أخرى بحثاً عن ظروف بیئیة تحتاجها فى مرحلة معینة من مراحل حیاتها، وهجرة الأسماك مثلها مثل أى هجرات أخرى وهى تدل على رغبة الأسماك فى تواجدها قى ظروف ملائمة لحیاتها، وهى لاتخرج عن كونها حلقة من حلقات دورة الحیاة وتتصل إتصالاً وثیقاً بغیرها من الحلقات.
    وعلى ذلك یمكن القول بأن هجرة الأسماك تعنى إنتقالها فى مجموعات فى أوقات معینة ولغرض معین فإذا تمت الهجرة فى وقت معین من السنة تسمى هجرة موسمیة، أما إذا تمت فى أوقات معینة من الیوم تسمى هجرة یومیة. وتعتبر الهجرة وتغییر الموطن واحدة من عادات معظم أنواع الأسماك التى لایمكنها أن تتخلى عنها أبداً، وهي تتوارثها بطریقة غریزیة وتتناقلها عبر أجیالها المتعاقبة وكما هو الحال فى ظاهرة هجرة الطیور التى یلفها الكثیر من الغموض، فإن هجرة الأسماك لا تزال تعد بالنسبة لعلماء الأحیاء البحریة سلسلة من الألغاز فلماذا تهاجر الأسماك؟، وكیف تستدل على طریق الهجرة؟، وما الذى یدفعها لإختیار المكان البعید الذى ترغب فى الهجرة إلیه دون غیره وعادة ما تكون هجرة الأسماك محكومة بجدول زمنى بالغ الدقة فهى تهاجر بشكل منتظم وفق المقیاس الزمنى الیومى أو السنوى، بمعنى أنها تنتقل فى یومها من مكان إلى آخر، كما تنتقل بشكل جماعى فى مواسم معینة كفصل الربیع أو الصیف أو الشتاء ومن ذلك مثلاً أن الشواطئ الشرقیة للبحر المتوسط تستقبل بعض أنواع أسماك البحر الأسود التى تهاجر إلیها عبر بحر مرمرة وتقیم هناك فترة الصیف لتعود بعد ذلك إلى موطنها الأصلى وتكثر هجرة الأسماك على نحو خاص بین البحار المفتوحة والمغلقة وأیضاً بین البحار والأنهار وتت ا روح المسافات التى تقطعها الأسماك المهاجرة بین بضع مئات الأمتار وآلاف الكیلومترات ویرجح العلماء أن یكون البحث عن الغذاء وإیجاد الظروف المناسبة للتكاثر من أهم أسباب هجرة الأسماك ومع ذلك، فلقد عثر العلماء على أسماك لا تتوقف عن الهجرة الجماعیة دون أن یتمكنوا من معرفة أسباب هذا السلوك. وتهاجر بعض أنواع الأسماك بین المیاه المالحة للبحار والمحیطات ومیاه الأنهار والبحیرات غیر المالحة وهناك الكثیر من الأسماك التى تعیش فى میاه البحار ولكنها لا تتكاثر وتضع بیضها إلا فى المیاه العذبة ومن أشهرها بعض أنواع السالمون وبعض الأسماك تفعل عكس ذلك حیث تعیش فى المیاه العذبة ولكنها لا تضع بیضها إلا فى المیاه المالحة، كما أكتشفت أنواع من الأسماك تعیش فى المیاه العذبة والمالحة خلال بعض مراحل دورتها الحیاتیة دون أن یكون للتكاثر أیة علاقة بهذا السلوك وبالطبعة فإن هناك بعض أنواع الأسماك التى تهاجر فى المیاه العذبة فقط دون أن تقترب من المیاه المالحة، كما أن العكس صحیح أیضاً ولقد أثارت ظاهرة الهجرة المستمرة لأسماك السالمون حیرة علماء الأحیاء المائیة ولعله من أغرب أنواع الأسماك على الإطلاق وخاصة من حیث سلوكه التكاثري حیث یستوطن البحار والمحیطات المالحة إلا أنه لایتكاثر فیها بل یفضل وضع بیضه فى جداول الأنهار العذبة ولا تلبث یرقات الأسماك الجدیدة أن تخرج من بیضها حتى تسارع بدوافعها الغریزیة إلى التوجه نحو البحر من جدید لتقضى هناك عدة سنوات ثم تعود بعد ذلك إلى الجداول ذاتها لوضع بیضها ثم تموت بعد ذلك وكأنها تنتحر بعد إستكمال دورة حیاتها وللسالمون قدرة عجیبة على السباحة بعكس تیار النهر حتى لیبدو عند الشلالات وكأنه لاعب جمباز عالى المهارة فى القفز إلى الأعلى من فوق المیاه الغزیرة الساقطة ولهذا السبب كان بناء السدود على الأنهار التى یكثر فیها السالمون وبالاً علیه لأنه لا یقبل أن یضع بیضه إلا عند منابعها العلیا والكثیر من الدول مثل كندا والولایات المتحدة، عمدت إلى وضع ضوابط هندسیة أثناء بناء السدود بحیث تبقى على بعض القنوات التى تسمح للسالمون بمتابعة طریقه إلى أعالي المجرى المائى للنهر حتى یتكاثر هناك.
    وتعد الهجرة العامودیة vertical migration سلوكاً یومیاً عادیاً بالنسبة للعدید من أنواع الأسماك حیث تصعد إلى سطح میاه البحار لیلا لإقتناص غذائها ثم تعود بعد ذلك إلى الأعماق.
    ولقد أظهرت الأبحاث البحریة أن تغیر درجات حرارة الكتل المائیة البحریة تلعب دوارً هاماً فى التأثیر على ظاهرة هجرة الأسماك ومن ذلك مثلاً ما لوحظ من أن أسماك التونه الضخمة تهاجر عادة بین إتجاهى الشمال والجنوب خلال السنة بحیث تقضى نصفها وهي تتجه شمالاً فى فصلى الدفء والاعتدال (الصیف والربیع) ثم تعود خلال نصفها الثاني جنوباً فى الفصلینالأكثر برودة ویعرف الصیادون العاملون فى المصاید الكبرى لأعالى البحار هذه الحقائق ویعملون بموجبها للعثور على أسراب أسماك التونه وقطع طریقها بإصطیادها بالرماح أو الشباك الجرافة الضخمة وتتمیز مسافات الهجرة بالنسبة للأسماك البحریة بأنها طویلة جداً قد تصل إلى عشرات الآلاف من الكیلومترات وتكون أقصر بالنسبة لأسماك المیاه العذبة التى تكتفى أحیاناً بالهجرة بین البحیرات وجداول الأنهار أو العكس.
    وتعد الهجرة من السلوكیات الهامة للأسماك حتى تبقى على قید الحیاة ولهذا السبب فإن أیة عوائق تعترض سبیل الأسماك المهاجرة لابد وأن تعرضها للهلاك وكثیراً ما یحدث هذا بالنسبة للأسماك النهریة عند بناء السدود أو إنخفاض مستوى میاه النهر بسبب الإفراط فى إستخدامها للرى أما فى میاه البحار المفتوحة فإنه من النادر جداً أن تصادف الأسماك المهاجرة العوائق التى تمنعها من بلوغ مقاصدها ویكون تغییر المعالم الطبیعیة لمصبات الأنهار فى البحار والمحیطات من أهم الأخطار المحدقة بالأسماك التى أعتادت الهجرة بینها لأن منعها من الإنتقال بین هاتین البیئتین یعنى ضیاع فرص التكاثر علیها مما یؤدى فى النهایة إلى إنقراضها.
    وتتم هجرة الأسماك لأسباب مختلفة وهى إما هجرة للتغذیة أو هجرة للتكاثر أو هجرة لتغیر الظروف الطبیعیة والكیمیائیة.

    • هجرة الأسماك للتغذیة: وهى تحركات الأسماك بعیداً عن مناطق التكاثر أو مناطق المشاتى للبحث عن مناطق وفیرة الغذاء حیث تهاجر بعض أنواع الأسماك تاركة المكان الذى تعیش فیه إلى مكان آخر یكون أخصب من المكان الأول حیث یتوافر فیه الغذاء اللآزم لهذه الأسماك ومثال ذلك ماكان یحدث على سواحلنا المصریة الشمالیة قبل بناء السد العالى حیث كان الفیضان یأتى إلى البحر المتوسط بمیاه النیل المحملة بالطمى والأملاح والتى تعمل على إزدهار البلانكتون بالقرب من تلك السواحل فتهاجر أفواج السردین من البحر إلى الشاطئ للحصول على الغذاء الوفیر فى هذه السواحل، وعندما أختفت ظاهرة الفیضان لم تصبح خصوبة هذه السواحل بالقدر الذى كان یحدث أثناء الفیضان قبل بناء السد العالى مما أدى إلى إنخفاض كثافة أسماك السردین فى هذه المناطق وبالتالى قلت كمیات السردین التى یتم صیدها بالإضافة إلى إنخفاض كمیات أسماك التونه التى یتم صیدها والتى كانت تهاجر متتبعه لأسماك الرنجة والسردین وغیرها من الأسماك الصغیرة التى تشكل الغذاء الأساسى لها. وتتم الهجرة الرأسیة فى الأسماك بصعود أنواع معینة من الأسماك فى اللیل لمسافات قد تصل على ٦٠٠ متر (عندما ینضب الغذاء) حیث یتوفر الغذاء، ثم تعود إلى الأعماق ثانیة فى الصباح فتنقل المادة العضویة بسرعة إلى أعماق كبیرة سواء فى صورة غذاء أو روث للأحیاء الأخرى. وعادة تبدأ هذه الهجرة أثناء وضع البیض حیث تقوم التیا ا رت المائیة بنقل البیض أو الیرقات إلى أماكن توافر الغذاء بدون أن تبذل الیرقات أى مجهود، وتسمى الهجرة فى هذه الحالة بالهجرة السلبیة negative migration ومن أمثلتها عودة یرقات أسماك الثعابین إلى موطنها الأصلى أو التى یحمل فیها تیار المحیط الأطلنطى بیض ویرقات أسماك الرنجة لمسافات طویلة من سواحل النرویج إلى مناطق الغذاء. وهناك هجرات عمودیة سلبیة للبیض أو الیرقات مثل التى تحدث لبیض الأسماك الطیارة والتى تضع بیضها فى الطبقات السطحیة من المحیط فتحمله التیا ا رت الهابطة إلى أسفل حتى عمق مناسب تفقس فیه الیرقات حیث یتوفر لها الغذاء والحمایة من الأعداء. وهناك الهجرات الإیجابیة والتى تقوم فیها الیرقات بالحركة عمودیاً بحثاً عن الغذاء من اللآفقاریات والهائمات ومثال ذلك أسماك الكود التى تتحرك بعد ف ا رغها من وضع البیض إلى الشرق وتتغذى بشراهة لتعوض الفقد والإجهاد الذى تعرضت له أثناء هجرة وضع البیض، كما تقوم أسماك الرنجة بهجرات غذائیة واسعة النطاق متجهه إلى البحار المفتوحة فى الشمال والشرق حیث تتوافر الهائمات التى تتغذى علیها وتتبعها فى هجرتها بعض الأسماك المفترسة التى تفترسها مثل أسماك قرش الرنجة والتونة. وهناك هجرات عمودیة للأسماك البحریة بحثاً عن الغذاء فى الطبقات المختلفة والدافع الرئیسى لهجرة الأسماك الغذائیة هو تعرضها لإجهاد الشدید خلال فت ا رت التكاثر وحاجتها الماسة للغذاء لتعوض مافقدته سواء أثناء الهجرة أو وضع البیض. وتحرك الأسماك خلال الكتل الغذائیة یكون مرتبطاً بكثافة الغذاء فهى تتحرك بحثاً عن المناطق الأكثر كثافة لتحصل على الغذاء منها بالمعدل المطلوب للتعویض، لذلك فالتعرف على كثافة الغذاء تمكننا من تحدید المدة التى یمكن أن تمكثها الأسماك فى هذه المناطق، وعادة ماتخزن دهون خلال فترة هجرتها الغذائیة تكفیها خلال فترة التشتیة والتى یقل فیها الغذاء.
    • هجرة الأسماك للتكاثر: تهاجر بعض الأسماك من الأماكن التى تعیش فیها (أماكن التغذیة) إلى منطقة أخرى تكون ظروفها الطبیعیة والكیمیائیة والبیولوجیة مناسبة لوضع وفقس البیض ونمو الیرقات وتوفر لها الحمایة من الأعداء ویطلق على هذا النوع من الهجرة هجرة التكاثر. وعلى ذلك یمكن تعریف الهجرة التناسلیة على أنها تجمع مجموعة كبیرة من أسماك تنتمى لنفس النوع بغرض التكاثر فى وقت معین من العام و فى أماكن معینة. ویمكن إثبات الهجرة التناسلیة بتحدید كثافة الأسماك فى الأوقات العادیة وفى أوقات الهجرة حیث تزید أعداد الأسماك خلال الهجرة بما لایقل عن ثلاثة أضعاف أعدادها فى الأوقات العادیة، ویمكن إثباتها بد ا رسة معامل المناسل/الجسم والذى یزید بصورة واضحة خلال فترة التبویض كما یمكن الإستعانة بعامل هام آخر هو وجود بیض ویرقات هذه الأنواع فى هذا الوقت من العام وتحدید كثافتها مما یؤكد حدوث عملیة التبویض. وفى بعض الأنواع یكون هذا التجمع هو الوسیلة الوحیدة للتكاثر مما یسبب إنق ا رض بعض الأنواع نتیجة صیدها بأعداد كبیرة جد اً خلال رحلة التبویض خاصة الأسماك التى تضع بیض عائم و لیس بیض قاعى.
    ویمكن تقسیم الهجرة بغرض التناسل إلى أربعة أنواع:

    1. الهجرة من البحر إلى النهر: وفیها تعیش الأسماك فى البحر وتدخل خلال موسم التكاثر إلى میاه الأنهار ویمیز هذا النوع من الهجرة الغالبیة العظمى من الأسماك المهاجرة مثل أسماك السالمون والحفش.
    2.  الهجرة من النهر إلى البحر: وفیها تعیش الأسماك فى النهر وتخرج إلى البحر عند حلول موسم التكاثر ومن أمثلة ذلك هجرة سمك الثعبان.
    3. الهجرة خلال المیاه المالحة: وفیه تتحرك الأسماك بین مناطق التغذیة ومناطق التكاثر داخل المیاه المالحة مثل مایحدث فى أسماك السردین والرنجة.
    4. الهجرة خلال المیاه العذبة: وفیه تقوم الأسماك التى تعیش فى البحیرات العذبة بالهجرة إلى الأنهار للتكاثر فیها أو الهجرة من البحی ا رت إلى الشواطئ لتضع بیضها بین النباتات المائیة والمناطق الضحلة.

    وعادة ماتبدأ هجرة الأسماك للتكاثر قبل موعد وضع البیض بفترات قصیرة فیما عدا أنواع معدودة من الأسماك مثل الثعابین، ویلاحظ عند صعود الأسماك إلى الأنهار أنها تمتنع عن التغذیة إمتناعاً تاماً وتعتمد فى حركتها على الطاقة المخزنة فى أجسامها أثناء تواجدها فى البحار ویفسر ذلك حالة الإجهاد الشدید الذى تكون علیه الأسماك فى نهایة رحلة الهجرة.
    ومن أمثلة هجرة الأسماك للتكاثر:

    •  أسماك العائلة البوریة التى تعیش فى نهر النیل والترع والبحی ا رت فى موسم التكاثر حیث تخرج هذه الأسماك فى أفواج كبیرة عن طریق البواغیز والفتحات المتصلة بالبحر لتضع بیضها فى میاه البحر وعندما یفقس البیض وتخرج منه الی رقات تعود هذه الیرقات مرة أخرى إلى میاه النیل والبحی ا رت للتغذیة والنمو.
    •  یعیش ثعبان السمك الأوروبى والأمریكى فى الأنهار إلى أن یصل عمره ٧-١٠ سنوات فیهاجر تاركاً الأنهار ویخرج إلى البحر متجهاً إلى مكان معین فى المحیط الأطلنطى فى البحر الكاریبى حول جزر بهاما وهناك تضع الأسماك البیض على أعماق معینه فى الماء ثم تموت بعد ذلك وبعد أن یفقس البیض تعود الیرقات إلى موطن الآباء الأصلى على بعد الآف الكیلومت ا رت وقد تستغرق هذه الرحلة سنوات عدیدة وتتكرر الرحلة والتى قد تهتدى فیها الأسماك إلى أوطانها بإستخدام روائح نباتات ممیزة أو روائح التربة وربما تستخدم إتجاه الشمس كما فى هجرة الطیور كما قد تستخدم الأسماك مجال الأرض المغناطیسى فى إبحارها بجانب المؤث ا رت الأخرى من تیاارت ودرجات الحرارة ووفرة الغذاء ثم تتجه إلى مصبات الأنهار حیث تدخل إلى النهر للتغذیة والنمو وعندما تصل إلى مرحلة التزاوج والتكاثر تعاود رحلة الآباء مرة أخرى للتكاثر.
    • أسماك السالمون وهى فى هجرتها للتكاثر تسلك سلوكاً معاكساً لأسماك البورى وأسماك الثعبان فأسماك السالمون تعیش فى البحر وفى موسم التكاثر تهاجر هذه الأسماك إلى داخل الأنهار سابحة عكس تیار الماء حتى تصل إلى منابع الأنهار فتضع بیضها وبعد أن یفقس وتصل الصغار فى نموها إلى حجم معین تعود مرة أخرى إلى البحر.
    • أسماك التونه التى تعیش فى غرب أسبانیا والبرتغال وفى البحر المتوسط تهاجر فى موسم التكاثر لتضع بیضها فى منطقة بین جزیرتى صقلیة وسردنیا.
    • تشكل أسماك البربونى جزءاً هاماً من مصاید البحر الأحمر حیث تستخدم لعدة أغراض منها الحفظ والتملیح كما تستخدم صغار البربونى كطعم لصید الأسماك الكبیرة مثل البیاض، وتهاجر أسماك البربونى فى بدایة صیف كل عام لمدة ٤٥ یوم اً على ثلاث مراحل مدة كل مرحلة أسبوعان ویفصل بین المرحلة والتى تلیها أسبوعان، وترتبط الهجرة السنویة للبربونى بالقمر فهى تبدأ مع إكتمال القمر وتقدر أعداد الأسماك فى الرحلة الواحدة بعشرات الآلاف یصاد منها أعداد كبیرة جداً تقدر أیضا بالآلاف. و قد ذكر العلماء أن الهجرة الأولى تهدف إلى إستكشاف الغذاء والثانیة للتناسل والثالثة غذائیة. كما أشارت بعض الأبحاث إلى أن الهجرات الثلاث تتم بهدف التكاثر لكنها مسبوقة بهجرة غذائیة لتوفیر بعض الطاقة اللازمة للتناسل.
    ولكن ما الذى یدفع هذه الأنواع لتقوم برحلة تكلفها آلاف الأف ا رد كل عام؟ لابد وأن هناك بعض الفوائد لهذه التجمعات نذكر منها:

    • تعزیز فرص البیض والیرقات فى البقاء والحیاة وفرص إمداد الأجیال الجدیدة بأفراد جدیدة والتیاارت المائیة فى مواقع التجمع تسهل إنتشار البیض والیرقات إلى أماكن بعیدة عن الشاطىء أو إلى المیاه المفتوحة مما یساعدها على النمو بشكل أفضل بعیدا عن المفترسات.
    • الحد من تعرض الأسماك البالغة للإفت ا رس لأنها تتواجد فى أعداد كبیرة.
    • تنظیم نسبة الإناث للذك ور فى بعض المجتمعات.
    • تساعد تضاریس وطبیعة موقع التجمع على حمایة الأسماك المهاجرة خاصة أسماك الوقار التى تفضل الهجرة إلى أماكن الشعاب المرجانیة للاحتماء بها.
    • الهجرة إلى أماكن غنیة بالغذاء مثل هجرة البربونى إلى الأماكن الرملیة الساحلیة الغنیة بالدیدان قبل القیام بعملیة التبویض.
    • إطلاق بیض بأعداد كبیرة فى نفس الوقت یفقد المفترسات التى تتغذى على البیض القدرة على رؤیته ومن ثم إفت ا رسه.
    • التواجد بأعداد كبیرة یسهل العثور على شریك فى عملیة التكاثر ثمن باهظ توجد ظاهرة التجمع للتكاثر فى العدید من أسماك الشعاب المرجانیة بالبحر الأحمر ومن أبرزها البربونى والشعور والبهار لذا تحتاج هذه الأنواع للحمایة من المخاطر الناتجة عن الصید و السیاحة وأحیاناً الدارسات العلمیة.
    الأضرار الناتجة عن هجرة الأسماك للتناسل:
    تجمع الأسماك فى مواسم ومواقع محددة یجعلها عرضة للصید وبكثافة لأنها تكون هدفاً سهلاً للصیادین وقد أصبح إستهداف الأسماك أثناء التبویض أمراً شائعاً حیث تستهدف أسماك البربونى والشعور بالبحر الأحمر حتى تناقصت أعدادها فى الآونة الأخیرة بشكل ملحوظ لذلك لابد من حمایة هذه الأنواع.
    صید الأسماك بكمیات كبی رة فى موسم التبویض یقلل من إنتاج البیض ویؤدى إلى عدم إتزان نسبة الاناث إلى الذكور وبذلك یؤثر على المخزون السمكى.
    یتم الصید أثناء رحلة الأسماك أو بمجرد وصولها إلى موقع التكاثر وبذلك لاتتاح الفرصة للأسماك لتضع البیض ویحرم عدد كبیر من الأسماك من المشاركة فى عملیة التكاثر وفى الغالب تستمر عملیة التكاثر طوال فترة التجمع و ینتج عن ذلك صید الأسماك أو إنتشارها مما یتسبب فى فقد البیض والیرقات والتى غالباً ما تنمو فى ظروف بیئیة غیر ملائمة.
    كما تمثل السیاحة تهدیداً إضافیاً للتجمعات التكاثریة لأسماك الشعاب فممارسة الأنشطة السیاحیة المختلفة من غوص وسباحة وغیرها فى مواقع تمثل مواقع تكاثر قد یمنع تكون هذه التجمعات أو یفسد سلوك التكاثر عند الأسماك وهذا یقلل من نشاطها التكاثرى وبالتالى یؤثر على المخزون السمكى لها.
    الأبحاث العلمیة و الد ا رسات البحریة: یمكن أن یكون لها نفس تأثیر السیاحة من حیث إحداث ضوضاء وإزعاج للأسماك مما یمنع تكوین التجمعات التناسلیة.

    • هجرة لتغیر الظروف الطبیعیة والكیمیائیة: إذا حدث تغیر فى واحد أو أكثر من الظروف الطبیعیة أو الكیمیائیة فى البیئة التى تعیش فیها الأسماك فإنها تنتقل إلى بیئة أخرى حیث الظروف تكون أكثر ملائمة. فإذا كان إنتقال الأسماك فى مجموعات سمیت هذه الظاهرة هجرة وأهم الظروف الطبیعیة والكیمیائیة التى تدفع الأسماك إلى الهجرة مایلى:


    1. درجة الحرارة: وهى عبارة عن هجرة الأسماك مبتعدة عن مناطق الغذاء والتكاثر لتمضى فترةالشتاء فیها وهو مایطلق علیه التشتیة Over-witering أو البیات الشتوى وهى جزء لایتجزأ من   دورة حیاة الأسماك وخلال هذه الفترة یحدث إنخفاض شدید فى النشاط والإمتناع الكامل أو الإنخفاض الحاد فى معدلات إستهلاك الغذاء بالإضافة إلى إنخفاض معدلات التمثیل الغذائى داخل الجسم وتتجه الأسماك خلال هذه الفترة إلى مناطق تت وافر فیها عوامل الحمایة والأمن وتخزن الأسماك فى أجسامها كمیات من الدهن تكفیها لعبور هذه الفترة من حیاتها بأمان. وتتحرك الأسماك السطحیة خلال موسم التشتیة مبتعدة عن الشواطئ وتتجه إلى الأعماق ١٥٠-٣٠٠ متر تقضى فیها شهور الشتاء فى تجمعات ضخمة، وهذه الظاهرة    تحدث فى أسماك المیاه العذبه التى تعیش فى البحیرات والمیاه الراكدة أكثر من الأسماك التى تعیش فى الأنهار. ویرتبط إستعداد الأسماك لهجرة الشتاء بمقدار ما قامت بتخزینه من دهون فالأسماك التى خزنت دهون كافیه تبدأ فى عملیات الهجرة الشتویة أما التى لم تستعد فإنها تستمر خلال فترة الشتاء فى البحث عن الغذاء وتناوله، ومما هو جدیر بالذكر أن جمیع الهجرات (التكاثر، التغذیة، التشتیة) كلها حلقات فى دورة هجرة واحدة ربما تتكرر من ١-١٠ مرات أو أكثر فى حیاة السمكة. وتعتبر دراسة هجرة الأسماك فى مجال المصاید السمكیة هامه جداً فالتعرف على أوقات هجرة الأسماك ومساراتها والعوامل التى تتحكم فیها یمكننا من تحدید أماكن الأفواج الضخمة والتى تجعل من عملیة الصید أكثر سهولة ومنفعة كما أن وجود هذه التجمعات السمكیة الهائلة فى حیز مائى ضیق مثل مصب نهر یجعلها فى متناول شباك الصید. ولقد أثبتت الدراسات الفسیولوجیة أن الأسماك تكون فى أسوأ حالاتها فى موسم وضع البیض نظراً للإجهاد الشدید الذى تتعرض له والمجهود الذى تبذله أثناء تكوین وتطور الجهاز التناسلى ولذلك فإن أفضل حالات الصید یمكن أن تتم بعد موسم هجرة الغذاء وقبل موسم وضع البیض على ألا یضر هذا بالأجیال التالیة وعلى أساس البیانات السابقة التى یمكن التعرف على موعد وصول الأفواج السمكیة وأماكنها والحالة الغذائیة لها وكمیة الدهون المخزنة فى أجسامها. تهاجر كثیر من الأسماك نحو خط الإستواء فى فصل الشتاء ونحو القطبین فى فصل الصیف كذلك فإن معظم الأسماك النیلیة تنتقل إلى القاع فى اللیالى شدیدة البرودة فى فصل الشتاء كما أن أسماك الماكریل فى شمال أو ر وبا تختفى من طبقات الماء السطحیة عندما تنخفض درجة حرارة الماء حیث تنتقل إلى أعماق تصل إلى مئات الأمتار ولا تظهر إلا فى الربیع عندما ترتفع درجة الح ا ررة ویطلق على هذه الهجرة هجرة قضاء فترة الشتاء. وعلى العكس من ذلك نجد أن الأسماك التى تتأثر بإرتفاع درجة الحرارة تنتقل بعیداً عن سطح الماء عندما ترتفع درجة حرارة الماء السطحى وتعود إلى سطح الماء مرة أخرى عندما تعود درجة ح ا ررة الماء السطحى إلى طبیعتها. ولكل نوع من الأسماك درجة حرارة مثلى وقد تتغیر هذه الدرجة أحیاناً بتقدم الأسماك فى العمر. وتهاجر الأسماك عند حدوث تغی ا رت فى درجة الحرارة عن المعدلات المناسبة إلى منطقة أخرى تكون درجة الح ا ررة فیها أكثر ملائمة وإلا ماتت هذه الأسماك. ویلاحظ ذلك فى الأسماك النیلیة فى اللیالى شدیدة البرودة إذا كانت هذه الأسماك تعیش فى ترع أو مصارف غیر عمیقة. ویتسبب التغیر المفاجئ فى درجة حرارة الماء فى موت الأسماك. وتساعد دارسة درجات الحرارة الملائمة لكل نوع من الأسماك ومعرفة معلومات عن تأثیر التغیر فى درجات الحرارة فى مناطق الصید على مدار السنة القائمین بعملیات الصید من تحدید الأماكن والأوقات التى تتواجد عندها الأنواع المختلفة من الأسماك ویمكنهم أیض اً من التنبؤ بكمیات الأسماك المحتمل صیدها من الأماكن المختلفة.
    2. الضوء : تتأثر الأسماك بالضوء بدرجات متفاوته ویهاجر بعضها هجرة یومیة من القاع فى إتجاه السطح أو بالعكس تبعاً لدرجة تأثرها بالضوء ویتوقف تأثر الأسماك بالضوء على العوامل التالية :
    • نوع السمكة: فهناك أسماك تتجه دائماً نحو الضوء وأسماك تتجه بعیداً عن الضوء وأنواع من الأسماك لا یؤثر الضوء على حركتها.
    • عمر السمكة: لوحظ انه عند صید أسماك الرنجة بمساعدة الضوء الصناعى أن الأسماك صغیرة العمر تنجذب بشدة نحو الضوء فى حین أن الأسماك الكبیرة تكون على مسافات أبعد منها.
    • حالة السمكة: قد تكون الأسماك التى تتجه دائماً نحو الضوء فى بعض الأوقات خاملة الحركة لا تستجیب للضوء بسهوله بینما تكون فى الأوقات الأخرى نشیطة تستجیب سریعاً للضوء. وفى موسم التكاثر تقل إستجابة الأسماك للضوء.
    • لون الضوء: تنجذب بعض الأسماك إلى ألوان معینة من الضوء فبعضها ینجذب إلى اللون الأصفر أو الأزرق أو غیرها من الألوان.
    • كمیة أو شدة الضوء: لوحظ أن بعض أنواع السردین تتحرك بعیداً عن السطح فجأة أثناء النهار عندما تنخفض شدة الضوء نتیجة تكاثر السحب وحجبها لأشعة الشمس من الوصول إلى سطح الماء.
    • إنطلاق الضوء الفجائى: تنجذب بعض أنواع الأسماك نحو الضوء لحظة إنطلاقة ولكنها تختفى بعد ذلك إذا كانت كمیة الضوء لاتتلائم مع طبیعة السمكة.
    وتفید دارسة تأثیر الضوء على الأسماك الصیادین فى الآتى:

    • معرفة أوقات تواجد الأنواع المختلفة من الأسماك والأعماق التى تتواجد علیها على مدار الیوم وتغیرها بتغیر شدة الإضاءة وذلك لإختیار أفضل وأنسب طرق ووسائل الصید.
    • دارسة تأثیر رؤیة السمكة للشباك على عملیات الصید فلقد وجد أن الشباك الخیشومیة أكثر فاعلیة فى عملیات الصید أثناء اللیالى المظلمة والمیاه العكرة وهى تصنع من خیوط رفیعة ویتم إختیار لونها بحیث تكون غیر مرئیة عند وضعها فى الماء. أما الصید بالسنار وخاصة للأسماك التى تعتمد على الرؤیة فى مهاجمة فریستها فإن صیدها یكون أكثر سهوله فى المیاه الصافیة عندما تكون كمیة الضوء كافیة لرؤیة السطح سواء كان طبیعیاً أو صناعیاً.
    • إستخدام الأضواء الصناعیة فى جذب الأسماك، حیث تستخدم لجذب بعض أنواع الأسماك السطحیة الإیجابیة للضوء مع طرق الصید بالشباك الحلقیة وبعض الج ا رفات الساحلیة والسنار والصید بالمضخات ویستخدم الضوء فوق سطح الماء أو فى أعماق قریبة من السطح وفى الحالة الأخیرة یشترط إستخدام مصابیح غیر منفذه للماء.
    • بجانب إنجذاب بعض الأسماك للضوء یلاحظ أن الأسماك الصغیرة تتجمع قریباً من الضوء جاذبة وراءها الأسماك الكبیرة.
    • فى بعض الأحیان یكون الضوء بالإضافة إلى تأثیره المباشر على السمكة الإیجابیة للضوء علامة على تواجد الطعام فقد وجد أن الأسماك الجائعة تكون أسرع للإنجذاب للضوء من الأخرى..... كذلك وجد أن الأسماك التى تمتنع عن الغذاء فى فترة وضع البیض لاتمیل للإنجذاب للضوء.

    • 3. الملوحة: تنقسم الأسماك من حیث تحملها للملوحة إلى ثلاثة أقسام:
    1. أسماك المیاه العذبة مثل البیاض وقشر البیاض والشال.
    2. أسماك المیاه المالحة مثل المیاس والدنیس والسردین والتونة.
    3. أسماك یمكنها أن تعیش فى كلاً من المیاه العذبة والمیاه المالحة مثل أسماك العائلة البو ریة والحنشان (ثعبان السمك) والسالمون.

    ومن الملاحظ أن بعض أسماك المیاه العذبة یمكنها أن تتحمل إرتفاعاً بسیطاً فى درجة الملوحة فتتواجد فى بحیرات شمال الدلتا بالقرب من المصارف كما أن سمكة البلطى الأخضر أستطاعت أن تتأقلم لتعیش فى بحیرة قارون حیث الملوحة المرتفعة وبصفة عامة فلكل نوع من أنواع الأسماك مدى من درجات الملوحة تستطیع أن تتحمله وتموت السمكة إذا إرتفعت درجة الملوحة أو إنخفضت عن هذا المدى المناسب لها كما أن لكل نوع من الأسماك حد أمثل من الملوحة تقوم فیه السمكة بأوجه نشاطها الحیوى بطریقة مثلى وتهاجر السمكة تاركة مكانها إذا تغیرت درجة الملوحة إلى مكان أفضل حتى تستطیع مواصلة حیاتها. تتجه زریعة أسماك البورى والطوبار الموجودة فى البحر وتتجمع حول البواغیز وطلمبات الصرف حیث تصب میاه تقل ملوحتها عن ملوحة میاه البحر كذلك تتجه الأسماك النیلیة التى تعیش فى بحی ا رت شمال الدلتا بالقرب من المصارف وموارد المیاه العذبة فى البحیرة.

    • 4. الأكسجین الذائب فى الماء: تهاجر الأسماك إلى المیاه الغنیة بالأكسجین حتى لو كان الغذاء فى هذه المناطق قلیلا كما أنها لاتبقى طویلاً فى المیاه التى ینخفض محتواها من الأكسجین الذائب فى الماء حتى لو توافر الغذاء بكمیات كبیرة فى هذه المناطق.
    • 5. التیارات البحریة: هناك علاقة بین كمیات الصید من الأسماك السطحیة وبین التیارات البحریة فى المنطقة وتتأثر هذه التیارات بإتجاه وسرعة الریح فى المنطقة وإرتفاع الموج وقد تمكن الصیادین من معرفة تحركات الأسماك طوال العام.

    هجرة الأسماك

    10:47 ص  |  تعليق واحد



    مقدمة :-
    فى البدایة وقبل أن نناقش موضوع هجرة الأسماك فیجب أن نعرف مایشیر إلیه بدرجة الحركة فى الأسماك ویشیر هذا المصطلح إلى مدى إرتباط نوع معین من الأسماك بالمكان الذى تعیش فیه الأسماك ومدى تواجدها فى هذا المكان. هذا وتقسم الأسماك تبعاً لهذا المضمون إلى:
    1. أنواع ثابتة: وتعیش هذه الأسماك فى مناطق ثابته لاتغادرها  وخاصة فى الطور الیافع مثل أنواع المحار والأصداف.
    2. أنواع متوطنة: وهذه الأنواع قادرة على الحركة والتجول ولكنها تفضل البقاء فى مناطق صغیرة المساحة وفى تحركها تقع تحت تأثیر عدة عوامل منها:-
    • حركة یومیة: حیث تتحرك الأسماك عمودیاً تجاه السطح والقاع أثناء اللیل والنهار كما أن بعض الأسماك تقترب من الشاطئ أثناء ساعات اللیل.
    • حركة المد: وفى هذه الحالة یلاحظ أن بعض أنواع الأسماك تتجه إلى الشاطئ عند المد ثم تتقهر تجاه البحر أثناء الجزر.
    • إنتشار عشوائى: بعض الأنواع مثل الأستاكوزا وسمك موسى تجد نفسها تتحرك حركة عشوائیة بدون إتجاه محدد.
    • حركة موسمیة: حیث أن بعض أنواع الأسماك المتوطنة تتحرك تحركاً موسمیاً قصیر حیث تتحرك لتدخل البحیرات هروباً من ماء البحر البارد أو تتحرك إلى المناطق الباردة صیفاً.
    • حركة سنویة: وفى هذا النوع من الهجرة نجد أن أنواع عدیدة من الأسماك مثل أسماك العائلة البوریة تقوم بهجرة سنویة منتظمة وهذه الهجرة تكون للتكاثر أو للبحث عن الغذاء أو لكلیهما معاً مما یصعب على الباحث أن یعزى الهجرة إلى سبب معین.
    أما من ناحیة المناطق التى تعیش فیها الأسماك فیمكن تقسیمها كما یلى:

    • أسماك القاع السحیق: وتتواجد أسماك هذه المجموعة على أعماق سحیقة فى المحیط حیث درجات الحرارة المنخفضة والملوحة العالیة والظلام الدامس وتتمیز معظم هذه الأسماك بوجود خلایا فسفوریة تستعمل فى الإضاءة وتمییز الأنواع المختلفة من الغذاء والأسماك الأخرى.
    • أسماك طبقات المیاه المتوسطة: وتعیش هذه الأسماك فى المیاه الواقعة بین القاع والسطح فى المحیط .
    • أسماك سطحیة: وتعیش هذه الأسماك دائماً فى المیاه السطحیة ودائماً بین الساحل والمسافات البعیدة داخل البحر وتتصف هذه الأسماك بأنها سریعة وتضم أسماك الرنجة والتونه وبعضها یتجمع على شكل قطعان وبالتالى تشكل مصدراً جیداً لصید الأسماك.
    • أسماك قاعیة سطحیة: وتضم هذه المجموعة أسماكاً یمكنها أن تعیش على القاع وأیضاً تصعد إلى سطح الماء ویتحدد ذلك بالموسم وتضم هذه المجموعة بعض أنواع القرش.
    • أسماك ساحلیة: وهى أسماك بریة ویندر وجودها بعیداً عن الساحل وغالباً ماتتجول فى مسافة تبعد عن الساحل بحوالى ٢-٤ كم ومثال ذلك أسماك العائلة البوریة. 
    • أسماك Etharinc : وتتمیز أسماك هذه المجموعة بقدرتها على التكیف للمعیشة فى المیاه البحریة ذات الملوحة العالیة وأخرى تقترب من المیاه العذبة كما أنها تتحمل التغیر فى درجات الملوحة ومن أمثلتها أسماك القاروص.
    • أسماك تتوالد فى البحر وتعیش فى المیاه العذبة: ویتوالد هذا النوع فى البحر ثم یتجه إلى المیاه العذبة والبحیرات للبحث عن الغذاء ویمثل ثعبان السمك Eel أهم أسماك هذه المجموعة وكذلك بعض أسماك العائلة البوریة.
    • أسماك تعیش فى البحر وتتوالد فى الأنهار: وتعیش هذه الأسماك بین بیئتین مختلفتین تماماً حیث أنها تعیش فى البحر للغذاء ثم تصعد إلى الأنهار والمجارى المائیة لكى تتوالد فیها مثل أسماك السالمون التى تتواجد بكثرة فى أوروبا.
    تعریف هجرة الأسماك
    الهجرة فى الكائنات الحیة بوجه عام عبارة عن تحركات جماعیة للإنتقال من بیئة إلى بیئة أخرى بحثاً عن ظروف بیئیة تحتاجها فى مرحلة معینة من مراحل حیاتها، وهجرة الأسماك مثلها مثل أى هجرات أخرى وهى تدل على رغبة الأسماك فى تواجدها قى ظروف ملائمة لحیاتها، وهى لاتخرج عن كونها حلقة من حلقات دورة الحیاة وتتصل إتصالاً وثیقاً بغیرها من الحلقات.
    وعلى ذلك یمكن القول بأن هجرة الأسماك تعنى إنتقالها فى مجموعات فى أوقات معینة ولغرض معین فإذا تمت الهجرة فى وقت معین من السنة تسمى هجرة موسمیة، أما إذا تمت فى أوقات معینة من الیوم تسمى هجرة یومیة. وتعتبر الهجرة وتغییر الموطن واحدة من عادات معظم أنواع الأسماك التى لایمكنها أن تتخلى عنها أبداً، وهي تتوارثها بطریقة غریزیة وتتناقلها عبر أجیالها المتعاقبة وكما هو الحال فى ظاهرة هجرة الطیور التى یلفها الكثیر من الغموض، فإن هجرة الأسماك لا تزال تعد بالنسبة لعلماء الأحیاء البحریة سلسلة من الألغاز فلماذا تهاجر الأسماك؟، وكیف تستدل على طریق الهجرة؟، وما الذى یدفعها لإختیار المكان البعید الذى ترغب فى الهجرة إلیه دون غیره وعادة ما تكون هجرة الأسماك محكومة بجدول زمنى بالغ الدقة فهى تهاجر بشكل منتظم وفق المقیاس الزمنى الیومى أو السنوى، بمعنى أنها تنتقل فى یومها من مكان إلى آخر، كما تنتقل بشكل جماعى فى مواسم معینة كفصل الربیع أو الصیف أو الشتاء ومن ذلك مثلاً أن الشواطئ الشرقیة للبحر المتوسط تستقبل بعض أنواع أسماك البحر الأسود التى تهاجر إلیها عبر بحر مرمرة وتقیم هناك فترة الصیف لتعود بعد ذلك إلى موطنها الأصلى وتكثر هجرة الأسماك على نحو خاص بین البحار المفتوحة والمغلقة وأیضاً بین البحار والأنهار وتت ا روح المسافات التى تقطعها الأسماك المهاجرة بین بضع مئات الأمتار وآلاف الكیلومترات ویرجح العلماء أن یكون البحث عن الغذاء وإیجاد الظروف المناسبة للتكاثر من أهم أسباب هجرة الأسماك ومع ذلك، فلقد عثر العلماء على أسماك لا تتوقف عن الهجرة الجماعیة دون أن یتمكنوا من معرفة أسباب هذا السلوك. وتهاجر بعض أنواع الأسماك بین المیاه المالحة للبحار والمحیطات ومیاه الأنهار والبحیرات غیر المالحة وهناك الكثیر من الأسماك التى تعیش فى میاه البحار ولكنها لا تتكاثر وتضع بیضها إلا فى المیاه العذبة ومن أشهرها بعض أنواع السالمون وبعض الأسماك تفعل عكس ذلك حیث تعیش فى المیاه العذبة ولكنها لا تضع بیضها إلا فى المیاه المالحة، كما أكتشفت أنواع من الأسماك تعیش فى المیاه العذبة والمالحة خلال بعض مراحل دورتها الحیاتیة دون أن یكون للتكاثر أیة علاقة بهذا السلوك وبالطبعة فإن هناك بعض أنواع الأسماك التى تهاجر فى المیاه العذبة فقط دون أن تقترب من المیاه المالحة، كما أن العكس صحیح أیضاً ولقد أثارت ظاهرة الهجرة المستمرة لأسماك السالمون حیرة علماء الأحیاء المائیة ولعله من أغرب أنواع الأسماك على الإطلاق وخاصة من حیث سلوكه التكاثري حیث یستوطن البحار والمحیطات المالحة إلا أنه لایتكاثر فیها بل یفضل وضع بیضه فى جداول الأنهار العذبة ولا تلبث یرقات الأسماك الجدیدة أن تخرج من بیضها حتى تسارع بدوافعها الغریزیة إلى التوجه نحو البحر من جدید لتقضى هناك عدة سنوات ثم تعود بعد ذلك إلى الجداول ذاتها لوضع بیضها ثم تموت بعد ذلك وكأنها تنتحر بعد إستكمال دورة حیاتها وللسالمون قدرة عجیبة على السباحة بعكس تیار النهر حتى لیبدو عند الشلالات وكأنه لاعب جمباز عالى المهارة فى القفز إلى الأعلى من فوق المیاه الغزیرة الساقطة ولهذا السبب كان بناء السدود على الأنهار التى یكثر فیها السالمون وبالاً علیه لأنه لا یقبل أن یضع بیضه إلا عند منابعها العلیا والكثیر من الدول مثل كندا والولایات المتحدة، عمدت إلى وضع ضوابط هندسیة أثناء بناء السدود بحیث تبقى على بعض القنوات التى تسمح للسالمون بمتابعة طریقه إلى أعالي المجرى المائى للنهر حتى یتكاثر هناك.
    وتعد الهجرة العامودیة vertical migration سلوكاً یومیاً عادیاً بالنسبة للعدید من أنواع الأسماك حیث تصعد إلى سطح میاه البحار لیلا لإقتناص غذائها ثم تعود بعد ذلك إلى الأعماق.
    ولقد أظهرت الأبحاث البحریة أن تغیر درجات حرارة الكتل المائیة البحریة تلعب دوارً هاماً فى التأثیر على ظاهرة هجرة الأسماك ومن ذلك مثلاً ما لوحظ من أن أسماك التونه الضخمة تهاجر عادة بین إتجاهى الشمال والجنوب خلال السنة بحیث تقضى نصفها وهي تتجه شمالاً فى فصلى الدفء والاعتدال (الصیف والربیع) ثم تعود خلال نصفها الثاني جنوباً فى الفصلینالأكثر برودة ویعرف الصیادون العاملون فى المصاید الكبرى لأعالى البحار هذه الحقائق ویعملون بموجبها للعثور على أسراب أسماك التونه وقطع طریقها بإصطیادها بالرماح أو الشباك الجرافة الضخمة وتتمیز مسافات الهجرة بالنسبة للأسماك البحریة بأنها طویلة جداً قد تصل إلى عشرات الآلاف من الكیلومترات وتكون أقصر بالنسبة لأسماك المیاه العذبة التى تكتفى أحیاناً بالهجرة بین البحیرات وجداول الأنهار أو العكس.
    وتعد الهجرة من السلوكیات الهامة للأسماك حتى تبقى على قید الحیاة ولهذا السبب فإن أیة عوائق تعترض سبیل الأسماك المهاجرة لابد وأن تعرضها للهلاك وكثیراً ما یحدث هذا بالنسبة للأسماك النهریة عند بناء السدود أو إنخفاض مستوى میاه النهر بسبب الإفراط فى إستخدامها للرى أما فى میاه البحار المفتوحة فإنه من النادر جداً أن تصادف الأسماك المهاجرة العوائق التى تمنعها من بلوغ مقاصدها ویكون تغییر المعالم الطبیعیة لمصبات الأنهار فى البحار والمحیطات من أهم الأخطار المحدقة بالأسماك التى أعتادت الهجرة بینها لأن منعها من الإنتقال بین هاتین البیئتین یعنى ضیاع فرص التكاثر علیها مما یؤدى فى النهایة إلى إنقراضها.
    وتتم هجرة الأسماك لأسباب مختلفة وهى إما هجرة للتغذیة أو هجرة للتكاثر أو هجرة لتغیر الظروف الطبیعیة والكیمیائیة.

    • هجرة الأسماك للتغذیة: وهى تحركات الأسماك بعیداً عن مناطق التكاثر أو مناطق المشاتى للبحث عن مناطق وفیرة الغذاء حیث تهاجر بعض أنواع الأسماك تاركة المكان الذى تعیش فیه إلى مكان آخر یكون أخصب من المكان الأول حیث یتوافر فیه الغذاء اللآزم لهذه الأسماك ومثال ذلك ماكان یحدث على سواحلنا المصریة الشمالیة قبل بناء السد العالى حیث كان الفیضان یأتى إلى البحر المتوسط بمیاه النیل المحملة بالطمى والأملاح والتى تعمل على إزدهار البلانكتون بالقرب من تلك السواحل فتهاجر أفواج السردین من البحر إلى الشاطئ للحصول على الغذاء الوفیر فى هذه السواحل، وعندما أختفت ظاهرة الفیضان لم تصبح خصوبة هذه السواحل بالقدر الذى كان یحدث أثناء الفیضان قبل بناء السد العالى مما أدى إلى إنخفاض كثافة أسماك السردین فى هذه المناطق وبالتالى قلت كمیات السردین التى یتم صیدها بالإضافة إلى إنخفاض كمیات أسماك التونه التى یتم صیدها والتى كانت تهاجر متتبعه لأسماك الرنجة والسردین وغیرها من الأسماك الصغیرة التى تشكل الغذاء الأساسى لها. وتتم الهجرة الرأسیة فى الأسماك بصعود أنواع معینة من الأسماك فى اللیل لمسافات قد تصل على ٦٠٠ متر (عندما ینضب الغذاء) حیث یتوفر الغذاء، ثم تعود إلى الأعماق ثانیة فى الصباح فتنقل المادة العضویة بسرعة إلى أعماق كبیرة سواء فى صورة غذاء أو روث للأحیاء الأخرى. وعادة تبدأ هذه الهجرة أثناء وضع البیض حیث تقوم التیا ا رت المائیة بنقل البیض أو الیرقات إلى أماكن توافر الغذاء بدون أن تبذل الیرقات أى مجهود، وتسمى الهجرة فى هذه الحالة بالهجرة السلبیة negative migration ومن أمثلتها عودة یرقات أسماك الثعابین إلى موطنها الأصلى أو التى یحمل فیها تیار المحیط الأطلنطى بیض ویرقات أسماك الرنجة لمسافات طویلة من سواحل النرویج إلى مناطق الغذاء. وهناك هجرات عمودیة سلبیة للبیض أو الیرقات مثل التى تحدث لبیض الأسماك الطیارة والتى تضع بیضها فى الطبقات السطحیة من المحیط فتحمله التیا ا رت الهابطة إلى أسفل حتى عمق مناسب تفقس فیه الیرقات حیث یتوفر لها الغذاء والحمایة من الأعداء. وهناك الهجرات الإیجابیة والتى تقوم فیها الیرقات بالحركة عمودیاً بحثاً عن الغذاء من اللآفقاریات والهائمات ومثال ذلك أسماك الكود التى تتحرك بعد ف ا رغها من وضع البیض إلى الشرق وتتغذى بشراهة لتعوض الفقد والإجهاد الذى تعرضت له أثناء هجرة وضع البیض، كما تقوم أسماك الرنجة بهجرات غذائیة واسعة النطاق متجهه إلى البحار المفتوحة فى الشمال والشرق حیث تتوافر الهائمات التى تتغذى علیها وتتبعها فى هجرتها بعض الأسماك المفترسة التى تفترسها مثل أسماك قرش الرنجة والتونة. وهناك هجرات عمودیة للأسماك البحریة بحثاً عن الغذاء فى الطبقات المختلفة والدافع الرئیسى لهجرة الأسماك الغذائیة هو تعرضها لإجهاد الشدید خلال فت ا رت التكاثر وحاجتها الماسة للغذاء لتعوض مافقدته سواء أثناء الهجرة أو وضع البیض. وتحرك الأسماك خلال الكتل الغذائیة یكون مرتبطاً بكثافة الغذاء فهى تتحرك بحثاً عن المناطق الأكثر كثافة لتحصل على الغذاء منها بالمعدل المطلوب للتعویض، لذلك فالتعرف على كثافة الغذاء تمكننا من تحدید المدة التى یمكن أن تمكثها الأسماك فى هذه المناطق، وعادة ماتخزن دهون خلال فترة هجرتها الغذائیة تكفیها خلال فترة التشتیة والتى یقل فیها الغذاء.
    • هجرة الأسماك للتكاثر: تهاجر بعض الأسماك من الأماكن التى تعیش فیها (أماكن التغذیة) إلى منطقة أخرى تكون ظروفها الطبیعیة والكیمیائیة والبیولوجیة مناسبة لوضع وفقس البیض ونمو الیرقات وتوفر لها الحمایة من الأعداء ویطلق على هذا النوع من الهجرة هجرة التكاثر. وعلى ذلك یمكن تعریف الهجرة التناسلیة على أنها تجمع مجموعة كبیرة من أسماك تنتمى لنفس النوع بغرض التكاثر فى وقت معین من العام و فى أماكن معینة. ویمكن إثبات الهجرة التناسلیة بتحدید كثافة الأسماك فى الأوقات العادیة وفى أوقات الهجرة حیث تزید أعداد الأسماك خلال الهجرة بما لایقل عن ثلاثة أضعاف أعدادها فى الأوقات العادیة، ویمكن إثباتها بد ا رسة معامل المناسل/الجسم والذى یزید بصورة واضحة خلال فترة التبویض كما یمكن الإستعانة بعامل هام آخر هو وجود بیض ویرقات هذه الأنواع فى هذا الوقت من العام وتحدید كثافتها مما یؤكد حدوث عملیة التبویض. وفى بعض الأنواع یكون هذا التجمع هو الوسیلة الوحیدة للتكاثر مما یسبب إنق ا رض بعض الأنواع نتیجة صیدها بأعداد كبیرة جد اً خلال رحلة التبویض خاصة الأسماك التى تضع بیض عائم و لیس بیض قاعى.
    ویمكن تقسیم الهجرة بغرض التناسل إلى أربعة أنواع:

    1. الهجرة من البحر إلى النهر: وفیها تعیش الأسماك فى البحر وتدخل خلال موسم التكاثر إلى میاه الأنهار ویمیز هذا النوع من الهجرة الغالبیة العظمى من الأسماك المهاجرة مثل أسماك السالمون والحفش.
    2.  الهجرة من النهر إلى البحر: وفیها تعیش الأسماك فى النهر وتخرج إلى البحر عند حلول موسم التكاثر ومن أمثلة ذلك هجرة سمك الثعبان.
    3. الهجرة خلال المیاه المالحة: وفیه تتحرك الأسماك بین مناطق التغذیة ومناطق التكاثر داخل المیاه المالحة مثل مایحدث فى أسماك السردین والرنجة.
    4. الهجرة خلال المیاه العذبة: وفیه تقوم الأسماك التى تعیش فى البحیرات العذبة بالهجرة إلى الأنهار للتكاثر فیها أو الهجرة من البحی ا رت إلى الشواطئ لتضع بیضها بین النباتات المائیة والمناطق الضحلة.

    وعادة ماتبدأ هجرة الأسماك للتكاثر قبل موعد وضع البیض بفترات قصیرة فیما عدا أنواع معدودة من الأسماك مثل الثعابین، ویلاحظ عند صعود الأسماك إلى الأنهار أنها تمتنع عن التغذیة إمتناعاً تاماً وتعتمد فى حركتها على الطاقة المخزنة فى أجسامها أثناء تواجدها فى البحار ویفسر ذلك حالة الإجهاد الشدید الذى تكون علیه الأسماك فى نهایة رحلة الهجرة.
    ومن أمثلة هجرة الأسماك للتكاثر:

    •  أسماك العائلة البوریة التى تعیش فى نهر النیل والترع والبحی ا رت فى موسم التكاثر حیث تخرج هذه الأسماك فى أفواج كبیرة عن طریق البواغیز والفتحات المتصلة بالبحر لتضع بیضها فى میاه البحر وعندما یفقس البیض وتخرج منه الی رقات تعود هذه الیرقات مرة أخرى إلى میاه النیل والبحی ا رت للتغذیة والنمو.
    •  یعیش ثعبان السمك الأوروبى والأمریكى فى الأنهار إلى أن یصل عمره ٧-١٠ سنوات فیهاجر تاركاً الأنهار ویخرج إلى البحر متجهاً إلى مكان معین فى المحیط الأطلنطى فى البحر الكاریبى حول جزر بهاما وهناك تضع الأسماك البیض على أعماق معینه فى الماء ثم تموت بعد ذلك وبعد أن یفقس البیض تعود الیرقات إلى موطن الآباء الأصلى على بعد الآف الكیلومت ا رت وقد تستغرق هذه الرحلة سنوات عدیدة وتتكرر الرحلة والتى قد تهتدى فیها الأسماك إلى أوطانها بإستخدام روائح نباتات ممیزة أو روائح التربة وربما تستخدم إتجاه الشمس كما فى هجرة الطیور كما قد تستخدم الأسماك مجال الأرض المغناطیسى فى إبحارها بجانب المؤث ا رت الأخرى من تیاارت ودرجات الحرارة ووفرة الغذاء ثم تتجه إلى مصبات الأنهار حیث تدخل إلى النهر للتغذیة والنمو وعندما تصل إلى مرحلة التزاوج والتكاثر تعاود رحلة الآباء مرة أخرى للتكاثر.
    • أسماك السالمون وهى فى هجرتها للتكاثر تسلك سلوكاً معاكساً لأسماك البورى وأسماك الثعبان فأسماك السالمون تعیش فى البحر وفى موسم التكاثر تهاجر هذه الأسماك إلى داخل الأنهار سابحة عكس تیار الماء حتى تصل إلى منابع الأنهار فتضع بیضها وبعد أن یفقس وتصل الصغار فى نموها إلى حجم معین تعود مرة أخرى إلى البحر.
    • أسماك التونه التى تعیش فى غرب أسبانیا والبرتغال وفى البحر المتوسط تهاجر فى موسم التكاثر لتضع بیضها فى منطقة بین جزیرتى صقلیة وسردنیا.
    • تشكل أسماك البربونى جزءاً هاماً من مصاید البحر الأحمر حیث تستخدم لعدة أغراض منها الحفظ والتملیح كما تستخدم صغار البربونى كطعم لصید الأسماك الكبیرة مثل البیاض، وتهاجر أسماك البربونى فى بدایة صیف كل عام لمدة ٤٥ یوم اً على ثلاث مراحل مدة كل مرحلة أسبوعان ویفصل بین المرحلة والتى تلیها أسبوعان، وترتبط الهجرة السنویة للبربونى بالقمر فهى تبدأ مع إكتمال القمر وتقدر أعداد الأسماك فى الرحلة الواحدة بعشرات الآلاف یصاد منها أعداد كبیرة جداً تقدر أیضا بالآلاف. و قد ذكر العلماء أن الهجرة الأولى تهدف إلى إستكشاف الغذاء والثانیة للتناسل والثالثة غذائیة. كما أشارت بعض الأبحاث إلى أن الهجرات الثلاث تتم بهدف التكاثر لكنها مسبوقة بهجرة غذائیة لتوفیر بعض الطاقة اللازمة للتناسل.
    ولكن ما الذى یدفع هذه الأنواع لتقوم برحلة تكلفها آلاف الأف ا رد كل عام؟ لابد وأن هناك بعض الفوائد لهذه التجمعات نذكر منها:

    • تعزیز فرص البیض والیرقات فى البقاء والحیاة وفرص إمداد الأجیال الجدیدة بأفراد جدیدة والتیاارت المائیة فى مواقع التجمع تسهل إنتشار البیض والیرقات إلى أماكن بعیدة عن الشاطىء أو إلى المیاه المفتوحة مما یساعدها على النمو بشكل أفضل بعیدا عن المفترسات.
    • الحد من تعرض الأسماك البالغة للإفت ا رس لأنها تتواجد فى أعداد كبیرة.
    • تنظیم نسبة الإناث للذك ور فى بعض المجتمعات.
    • تساعد تضاریس وطبیعة موقع التجمع على حمایة الأسماك المهاجرة خاصة أسماك الوقار التى تفضل الهجرة إلى أماكن الشعاب المرجانیة للاحتماء بها.
    • الهجرة إلى أماكن غنیة بالغذاء مثل هجرة البربونى إلى الأماكن الرملیة الساحلیة الغنیة بالدیدان قبل القیام بعملیة التبویض.
    • إطلاق بیض بأعداد كبیرة فى نفس الوقت یفقد المفترسات التى تتغذى على البیض القدرة على رؤیته ومن ثم إفت ا رسه.
    • التواجد بأعداد كبیرة یسهل العثور على شریك فى عملیة التكاثر ثمن باهظ توجد ظاهرة التجمع للتكاثر فى العدید من أسماك الشعاب المرجانیة بالبحر الأحمر ومن أبرزها البربونى والشعور والبهار لذا تحتاج هذه الأنواع للحمایة من المخاطر الناتجة عن الصید و السیاحة وأحیاناً الدارسات العلمیة.
    الأضرار الناتجة عن هجرة الأسماك للتناسل:
    تجمع الأسماك فى مواسم ومواقع محددة یجعلها عرضة للصید وبكثافة لأنها تكون هدفاً سهلاً للصیادین وقد أصبح إستهداف الأسماك أثناء التبویض أمراً شائعاً حیث تستهدف أسماك البربونى والشعور بالبحر الأحمر حتى تناقصت أعدادها فى الآونة الأخیرة بشكل ملحوظ لذلك لابد من حمایة هذه الأنواع.
    صید الأسماك بكمیات كبی رة فى موسم التبویض یقلل من إنتاج البیض ویؤدى إلى عدم إتزان نسبة الاناث إلى الذكور وبذلك یؤثر على المخزون السمكى.
    یتم الصید أثناء رحلة الأسماك أو بمجرد وصولها إلى موقع التكاثر وبذلك لاتتاح الفرصة للأسماك لتضع البیض ویحرم عدد كبیر من الأسماك من المشاركة فى عملیة التكاثر وفى الغالب تستمر عملیة التكاثر طوال فترة التجمع و ینتج عن ذلك صید الأسماك أو إنتشارها مما یتسبب فى فقد البیض والیرقات والتى غالباً ما تنمو فى ظروف بیئیة غیر ملائمة.
    كما تمثل السیاحة تهدیداً إضافیاً للتجمعات التكاثریة لأسماك الشعاب فممارسة الأنشطة السیاحیة المختلفة من غوص وسباحة وغیرها فى مواقع تمثل مواقع تكاثر قد یمنع تكون هذه التجمعات أو یفسد سلوك التكاثر عند الأسماك وهذا یقلل من نشاطها التكاثرى وبالتالى یؤثر على المخزون السمكى لها.
    الأبحاث العلمیة و الد ا رسات البحریة: یمكن أن یكون لها نفس تأثیر السیاحة من حیث إحداث ضوضاء وإزعاج للأسماك مما یمنع تكوین التجمعات التناسلیة.

    • هجرة لتغیر الظروف الطبیعیة والكیمیائیة: إذا حدث تغیر فى واحد أو أكثر من الظروف الطبیعیة أو الكیمیائیة فى البیئة التى تعیش فیها الأسماك فإنها تنتقل إلى بیئة أخرى حیث الظروف تكون أكثر ملائمة. فإذا كان إنتقال الأسماك فى مجموعات سمیت هذه الظاهرة هجرة وأهم الظروف الطبیعیة والكیمیائیة التى تدفع الأسماك إلى الهجرة مایلى:


    1. درجة الحرارة: وهى عبارة عن هجرة الأسماك مبتعدة عن مناطق الغذاء والتكاثر لتمضى فترةالشتاء فیها وهو مایطلق علیه التشتیة Over-witering أو البیات الشتوى وهى جزء لایتجزأ من   دورة حیاة الأسماك وخلال هذه الفترة یحدث إنخفاض شدید فى النشاط والإمتناع الكامل أو الإنخفاض الحاد فى معدلات إستهلاك الغذاء بالإضافة إلى إنخفاض معدلات التمثیل الغذائى داخل الجسم وتتجه الأسماك خلال هذه الفترة إلى مناطق تت وافر فیها عوامل الحمایة والأمن وتخزن الأسماك فى أجسامها كمیات من الدهن تكفیها لعبور هذه الفترة من حیاتها بأمان. وتتحرك الأسماك السطحیة خلال موسم التشتیة مبتعدة عن الشواطئ وتتجه إلى الأعماق ١٥٠-٣٠٠ متر تقضى فیها شهور الشتاء فى تجمعات ضخمة، وهذه الظاهرة    تحدث فى أسماك المیاه العذبه التى تعیش فى البحیرات والمیاه الراكدة أكثر من الأسماك التى تعیش فى الأنهار. ویرتبط إستعداد الأسماك لهجرة الشتاء بمقدار ما قامت بتخزینه من دهون فالأسماك التى خزنت دهون كافیه تبدأ فى عملیات الهجرة الشتویة أما التى لم تستعد فإنها تستمر خلال فترة الشتاء فى البحث عن الغذاء وتناوله، ومما هو جدیر بالذكر أن جمیع الهجرات (التكاثر، التغذیة، التشتیة) كلها حلقات فى دورة هجرة واحدة ربما تتكرر من ١-١٠ مرات أو أكثر فى حیاة السمكة. وتعتبر دراسة هجرة الأسماك فى مجال المصاید السمكیة هامه جداً فالتعرف على أوقات هجرة الأسماك ومساراتها والعوامل التى تتحكم فیها یمكننا من تحدید أماكن الأفواج الضخمة والتى تجعل من عملیة الصید أكثر سهولة ومنفعة كما أن وجود هذه التجمعات السمكیة الهائلة فى حیز مائى ضیق مثل مصب نهر یجعلها فى متناول شباك الصید. ولقد أثبتت الدراسات الفسیولوجیة أن الأسماك تكون فى أسوأ حالاتها فى موسم وضع البیض نظراً للإجهاد الشدید الذى تتعرض له والمجهود الذى تبذله أثناء تكوین وتطور الجهاز التناسلى ولذلك فإن أفضل حالات الصید یمكن أن تتم بعد موسم هجرة الغذاء وقبل موسم وضع البیض على ألا یضر هذا بالأجیال التالیة وعلى أساس البیانات السابقة التى یمكن التعرف على موعد وصول الأفواج السمكیة وأماكنها والحالة الغذائیة لها وكمیة الدهون المخزنة فى أجسامها. تهاجر كثیر من الأسماك نحو خط الإستواء فى فصل الشتاء ونحو القطبین فى فصل الصیف كذلك فإن معظم الأسماك النیلیة تنتقل إلى القاع فى اللیالى شدیدة البرودة فى فصل الشتاء كما أن أسماك الماكریل فى شمال أو ر وبا تختفى من طبقات الماء السطحیة عندما تنخفض درجة حرارة الماء حیث تنتقل إلى أعماق تصل إلى مئات الأمتار ولا تظهر إلا فى الربیع عندما ترتفع درجة الح ا ررة ویطلق على هذه الهجرة هجرة قضاء فترة الشتاء. وعلى العكس من ذلك نجد أن الأسماك التى تتأثر بإرتفاع درجة الحرارة تنتقل بعیداً عن سطح الماء عندما ترتفع درجة حرارة الماء السطحى وتعود إلى سطح الماء مرة أخرى عندما تعود درجة ح ا ررة الماء السطحى إلى طبیعتها. ولكل نوع من الأسماك درجة حرارة مثلى وقد تتغیر هذه الدرجة أحیاناً بتقدم الأسماك فى العمر. وتهاجر الأسماك عند حدوث تغی ا رت فى درجة الحرارة عن المعدلات المناسبة إلى منطقة أخرى تكون درجة الح ا ررة فیها أكثر ملائمة وإلا ماتت هذه الأسماك. ویلاحظ ذلك فى الأسماك النیلیة فى اللیالى شدیدة البرودة إذا كانت هذه الأسماك تعیش فى ترع أو مصارف غیر عمیقة. ویتسبب التغیر المفاجئ فى درجة حرارة الماء فى موت الأسماك. وتساعد دارسة درجات الحرارة الملائمة لكل نوع من الأسماك ومعرفة معلومات عن تأثیر التغیر فى درجات الحرارة فى مناطق الصید على مدار السنة القائمین بعملیات الصید من تحدید الأماكن والأوقات التى تتواجد عندها الأنواع المختلفة من الأسماك ویمكنهم أیض اً من التنبؤ بكمیات الأسماك المحتمل صیدها من الأماكن المختلفة.
    2. الضوء : تتأثر الأسماك بالضوء بدرجات متفاوته ویهاجر بعضها هجرة یومیة من القاع فى إتجاه السطح أو بالعكس تبعاً لدرجة تأثرها بالضوء ویتوقف تأثر الأسماك بالضوء على العوامل التالية :
    • نوع السمكة: فهناك أسماك تتجه دائماً نحو الضوء وأسماك تتجه بعیداً عن الضوء وأنواع من الأسماك لا یؤثر الضوء على حركتها.
    • عمر السمكة: لوحظ انه عند صید أسماك الرنجة بمساعدة الضوء الصناعى أن الأسماك صغیرة العمر تنجذب بشدة نحو الضوء فى حین أن الأسماك الكبیرة تكون على مسافات أبعد منها.
    • حالة السمكة: قد تكون الأسماك التى تتجه دائماً نحو الضوء فى بعض الأوقات خاملة الحركة لا تستجیب للضوء بسهوله بینما تكون فى الأوقات الأخرى نشیطة تستجیب سریعاً للضوء. وفى موسم التكاثر تقل إستجابة الأسماك للضوء.
    • لون الضوء: تنجذب بعض الأسماك إلى ألوان معینة من الضوء فبعضها ینجذب إلى اللون الأصفر أو الأزرق أو غیرها من الألوان.
    • كمیة أو شدة الضوء: لوحظ أن بعض أنواع السردین تتحرك بعیداً عن السطح فجأة أثناء النهار عندما تنخفض شدة الضوء نتیجة تكاثر السحب وحجبها لأشعة الشمس من الوصول إلى سطح الماء.
    • إنطلاق الضوء الفجائى: تنجذب بعض أنواع الأسماك نحو الضوء لحظة إنطلاقة ولكنها تختفى بعد ذلك إذا كانت كمیة الضوء لاتتلائم مع طبیعة السمكة.
    وتفید دارسة تأثیر الضوء على الأسماك الصیادین فى الآتى:

    • معرفة أوقات تواجد الأنواع المختلفة من الأسماك والأعماق التى تتواجد علیها على مدار الیوم وتغیرها بتغیر شدة الإضاءة وذلك لإختیار أفضل وأنسب طرق ووسائل الصید.
    • دارسة تأثیر رؤیة السمكة للشباك على عملیات الصید فلقد وجد أن الشباك الخیشومیة أكثر فاعلیة فى عملیات الصید أثناء اللیالى المظلمة والمیاه العكرة وهى تصنع من خیوط رفیعة ویتم إختیار لونها بحیث تكون غیر مرئیة عند وضعها فى الماء. أما الصید بالسنار وخاصة للأسماك التى تعتمد على الرؤیة فى مهاجمة فریستها فإن صیدها یكون أكثر سهوله فى المیاه الصافیة عندما تكون كمیة الضوء كافیة لرؤیة السطح سواء كان طبیعیاً أو صناعیاً.
    • إستخدام الأضواء الصناعیة فى جذب الأسماك، حیث تستخدم لجذب بعض أنواع الأسماك السطحیة الإیجابیة للضوء مع طرق الصید بالشباك الحلقیة وبعض الج ا رفات الساحلیة والسنار والصید بالمضخات ویستخدم الضوء فوق سطح الماء أو فى أعماق قریبة من السطح وفى الحالة الأخیرة یشترط إستخدام مصابیح غیر منفذه للماء.
    • بجانب إنجذاب بعض الأسماك للضوء یلاحظ أن الأسماك الصغیرة تتجمع قریباً من الضوء جاذبة وراءها الأسماك الكبیرة.
    • فى بعض الأحیان یكون الضوء بالإضافة إلى تأثیره المباشر على السمكة الإیجابیة للضوء علامة على تواجد الطعام فقد وجد أن الأسماك الجائعة تكون أسرع للإنجذاب للضوء من الأخرى..... كذلك وجد أن الأسماك التى تمتنع عن الغذاء فى فترة وضع البیض لاتمیل للإنجذاب للضوء.

    • 3. الملوحة: تنقسم الأسماك من حیث تحملها للملوحة إلى ثلاثة أقسام:
    1. أسماك المیاه العذبة مثل البیاض وقشر البیاض والشال.
    2. أسماك المیاه المالحة مثل المیاس والدنیس والسردین والتونة.
    3. أسماك یمكنها أن تعیش فى كلاً من المیاه العذبة والمیاه المالحة مثل أسماك العائلة البو ریة والحنشان (ثعبان السمك) والسالمون.

    ومن الملاحظ أن بعض أسماك المیاه العذبة یمكنها أن تتحمل إرتفاعاً بسیطاً فى درجة الملوحة فتتواجد فى بحیرات شمال الدلتا بالقرب من المصارف كما أن سمكة البلطى الأخضر أستطاعت أن تتأقلم لتعیش فى بحیرة قارون حیث الملوحة المرتفعة وبصفة عامة فلكل نوع من أنواع الأسماك مدى من درجات الملوحة تستطیع أن تتحمله وتموت السمكة إذا إرتفعت درجة الملوحة أو إنخفضت عن هذا المدى المناسب لها كما أن لكل نوع من الأسماك حد أمثل من الملوحة تقوم فیه السمكة بأوجه نشاطها الحیوى بطریقة مثلى وتهاجر السمكة تاركة مكانها إذا تغیرت درجة الملوحة إلى مكان أفضل حتى تستطیع مواصلة حیاتها. تتجه زریعة أسماك البورى والطوبار الموجودة فى البحر وتتجمع حول البواغیز وطلمبات الصرف حیث تصب میاه تقل ملوحتها عن ملوحة میاه البحر كذلك تتجه الأسماك النیلیة التى تعیش فى بحی ا رت شمال الدلتا بالقرب من المصارف وموارد المیاه العذبة فى البحیرة.

    • 4. الأكسجین الذائب فى الماء: تهاجر الأسماك إلى المیاه الغنیة بالأكسجین حتى لو كان الغذاء فى هذه المناطق قلیلا كما أنها لاتبقى طویلاً فى المیاه التى ینخفض محتواها من الأكسجین الذائب فى الماء حتى لو توافر الغذاء بكمیات كبیرة فى هذه المناطق.
    • 5. التیارات البحریة: هناك علاقة بین كمیات الصید من الأسماك السطحیة وبین التیارات البحریة فى المنطقة وتتأثر هذه التیارات بإتجاه وسرعة الریح فى المنطقة وإرتفاع الموج وقد تمكن الصیادین من معرفة تحركات الأسماك طوال العام.

    اقرء المزيد

    الثلاثاء، 29 مارس 2016



     يتعرض البحث للمفاهيم والتعريفات الخاصة بالمنطقة الساحلية وتعرف بـــ (Coastal Zone) والمساحة الساحلية (Coastal Area).
    اتخذت المراجع والدراسات أسلوبين أو طريقتين لتعريف المناطق الساحلية، فبعضهم وضع تعاريف جغرافية تحديد لأبعاد المنطقة وحدودها الجغرافية والبعض الآخر وضع تعاريف حسب الأنشطة التي تمارس فيها تحدد على أساس حجم النشاط المقام عليها أو مدى التفاعل بين البحر والأرض، كما جاءت بعض التعاريف مستخدمة الأسلوبين معا، وهي أفضل الأساليب التي تقدم تعريفا للمناطق الساحلية.
    وفي هذا السياق وعلى المستوى العالمي فقد ذكر روبورت كاي (Robert Kayفي كتابه عن إدارة المناطق الساحلية أن هناك فرقا بسيطا بين تعبير (Coastal Zone) وتعبير (Coastal Area) .
    حيث ذكر أن (Coastal Zone) يتضمن المفهوم الجغرافي أكثر من (Coastal Area) ولكن هذا الفرق تهتم به الدول المتقدمة عن الدول النامية حيث إن معظم البرامج والمشروعات الخاصة بإدارة المناطق الساحلية في الدول المتقدمة تستخدم تعبير (Coastal Zone)، وقد فسر "كاي" اختلاف التعاريف للمناطق الساحلية بأن كل تعريف يخدم الهدف الموضوع له ويخدم صناع القرار والحكومات على اتخاذ القرار السليم. وبشكل عام فقد أعطى تعريفا علميا للساحل (Coast) بانه "المنطقة بين الأرض والبحر أو الخط الفاصل بين الأرض والبحر وتعتبر هذه المنطقة منطقة متحركة غير ثابتة المساحة نظراً لعوامل المد والجزر". كما عرف المنطقة الساحلية  (Coastal Area) لأنها "النطاق الذي يربط اليابس بالمحيط (ماء وأرض مغمورة بالميا ه) وهذه المنطقة تقام فيها استعمالات الأراضي والتي تؤثر في منطقة المحيط والعكس ولهذا فهي غير محددة الطول والعرض والعمق". وقد أكد أن المنطقة الساحلية تشمل كل من حدود الأرض والبحر والتي تحدد حسب درجة تأثير الأرض على البحر وكذلك البحر على الأرض، وقد أكد كاي على أن هذا التعريف ينطبق أيضا على البيئات الساحلية المختلفة مثل سواحل الدلتا مع اختلاف درجة اختراق المياه المالحة للأرض ومساحة تحرك الرواسب الأرضية داخل البحر.
    ومن التعاريف الجغرافية التي حددت المناطق الساحلية ما وضعته سيسين سان  (Cicin-Sain) في كتابها عن الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية، فذكرت أن الساحل هو التقاء البحر باليابس، وقسمت المناطق الساحلية إلى خمسة أجزاء متتابعة وهي مرتبة من جهة اليابس كالتالي :-

    • منطقة اليابس (Inland area): وهي الأراضي التي تؤثر في البحار وتمتد مقابلة للأنهار وخلف الأراضي الساحلية وغالبا لا يوجد بها تلوث.
    • الأراضي الساحلية (Coastal Lands): وهي الأراضي المتاخمة لمياه الساحل ويغلب على طبيعتها الخلط والتداخل بين اليابس والمياه وتوصف أحيانا بالأراضي الرطبة  (Wetland) ويزيد تركيز الأنشطة الإنسانية التي تتأثر مباشرة بملاصقتها بالمياه الساحلية.
    • المياه الساحلية (Coastal water): وهي مصب الأنهار والبحيرات والمياه الضحلة حيث يمتد إليها تأثيرات احتياجات الأنشطة الأساسية للأراضي.
    • المياه الإقليمية (Offshore water): وهي تمتد بمسافة ٢٠٠ ميل (حوالي ٣٢٢ كم )  ومتاخمة لأراضي الدولة وتخضع لسيادة الدولة وفق القانون الدولي.
    • المياه الدولية (High seas): وهي خارج حدود سيادة الدولة.
    وفي كتاب "مقدمة في إدارة المناطق الساحلية" لتيموثي بيتلي ( Timothy Beately) ذكر في الفصل الأول تعريفا للمناطق الساحلية فوصفها بأنها "مناطق متحركة فهي منطقة تداخل بين الأرض والماء والغلاف الجوي أيضا وجميعها تتفاعل مع بعضها في نظام وتوازن، وهذا النظام يمكن أن يتغير بتأثير من الطبيعة أو من البشر". ويضيف الكاتب أنه عند رسم حدود المنطقة الساحلية لابد من إدراك أن امتدادها من الممكن أن يتأثر بالأنشطة البشرية التي تقام على طول امتداد المنطقة الساحلية. كما أنها لابد أن تشمل المناطق الداخلية من جانب الماء، فمياه الساحل تتأثر بالأنشطة التي تحدث على الشاطئ فأحيانا تمتد لمئات الأميال داخل المياه. 
    وقد قسم الكاتب المنطقة الساحلية إلى قسمين:-

    • المنطقة الجافة (Backshore): تتضمن التكوينات الأرضية مثل التلال والكثبان وحتى مصبات الأنهار والبحار.
    • المنطقة الرطبة (Foreshore) وتشمل المنطقة الانتقالية بين الماء والأرض بما فيها صدر الشاطئ والمياه الضحلة، كما يمكن أن يمتد إلى مياه المحيط العميقة (Offshore). 
    إذن فمنطقة الشاطئ تحتوي على ( الشواطئ – التلال – المنحدرات – مناطق المد والجزر ) ومنطقة المياه تحتوي على ( الشعاب المرجانية – الأرض المغمورة – المصبات والخلجان ).
    هذا ويلاحظ أن الحدود الجغرافية للمناطق الساحلية بوجه عام والتي ُتحدد سواء بالأميال أو بالكيلومترات داخل البحر أو الأرض في معظم الأحيان تتوقف على طبيعة الهدف من وضع هذه الحدود سواء مشروعات تنموية أو حدود قانونية دولية أو حتى للتبادل الاقتصادي. فعلى سبيل المثال فقد اتخذت بعض التجارب المتبعة في تنمية المناطق الساحلية في بعض البلاد تعريفا ومفهوماً خاصاً بها يطبق على هذه التجربة وذلك مثل تجربة مدينة "Cape Town" بجنوب افريقيا في وضع مخطط لتنمية المناطق الساحلية بها، ففي تقرير المخطط أدرج تعريفا للمناطق الساحلية مأخوذاً عن الورقة البيضاء الوطنية للتطوير الساحلي المستمر في جنوب أفريقيا :
    " National White Paper for Sustainable Coastal Development in South Africa "
    والتي تعرف بـــ " المساحة البيئية البحرية التي تتفاعل وتتأ ثر وتؤثر بالبيئة الأرضية وتكون بامتداد حوالي من ٥٠-١٠ كم من الشاطئ".
    ومن المفاهيم التي تعرضت للمناطق الساحلية حسب الأنشطة ومدى تأثير هذه الأنشطة على حجم ومكونات المنطقة الساحلية ما جاء في مقال كيربي ( Kirby ) عن التراث الساحلي الذي جاء في كتاب عن إدارة وتخطيط المناطق الساحلية أن المنطقة الساحلية "نظام متحرك بين الإنسان والطبيعة والممتد من البحر حتى الأرض والإمتداد الجغرافي له يحدد حسب العوامل الطبيعية والأنشطة الإنسانية". وقال كيربي أن هذا التعريف قد قدمه في مؤتمر الحفاظ على السواحل عام ١٩٩١ وقد قبله المؤتمر فهو يرى أنه تعريف مرن ويراعي مجموعة واسعة من المجالات والاهتمامات وكذلك الضغوط التي تواجهها المناطق الساحلية.
    ومن التعاريف التي لابد أن نتعرض لها تعريف الخطة الزرقاء (Blue Plan)  والذي ورد في التقرير السنوي لها والتي ذكرت أن المنطقة الساحلية ليست فقط الخط الذي يفصل البحر عن الأرض بل إن امتدادها يتحدد حسب طبيعة الساحل وتاريخ المجتمعات فهو يتفاوت من بضعة أمتار إلى بعض الكيلومترات. فالمناطق الساحلية تتأثر حدودها بالعوامل البيئية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهو بشكل عام تحدد من جانب البحر من المياه الضحلة (بعمق ٥٠ م) حيث تقل عمليات التمثيل الضوئي للحياة النباتية في البحار كلما بعدنا عن هذا العمق وحتى (١٢ ميلاً بحرياً في الغالب)، وعلى جانب اليابس تتضمن المنطقة الساحلية العناصر الطبيعية مثل الدلتا والكثبان والغابات والمناطق الزراعية والحضرية داخل المقاطعة. وعرضت الخطة الزرقاء بعض الضغوط التي تؤثر على المنطقة الساحلية وعلى تحديدها سواء من جهة البحر مثل تآكل الشواطئ أو من جهة اليابس مثل التلوث الناتج من الأنشطة البشرية.
    وقد ذكر التقرير أن الحدود الرسمية للمناطق الساحلية في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط كثيراً ما تكون غير دقيقة بسبب اختلاف الأساليب المتبعة لتعريف هذه المناطق فمنها من يعرفها في القانون ومنها ما هو متعارف عليه، وذكر التقرير بعض الأمثلة لتعريف المنطقة الساحلية لعدد من دول البحر الأبيض المتوسط ومنها مصر حيث عرفت المنطقة الساحلية بأنها "حلقة الوصل بين البحر والأرض، بما فيها المياه الإقليمية والداخلية التي تتفاعل مع البيئة البحرية، وتمتد المناطق بعمق ٣٠ كم على الأقل في المناطق الصحراوية إلا في حالة وجود عوائق جغرافية".
    وقد عرف قانون (رقم ٩ لسنة ٢٠٠٩) والصادر بتعديل بعض أحكام قانون البيئة المصرية (رقم ٤ لسنة ١٩٩٤) تعريفاً للمنطقة الساحلية بأنها "المنطقة الممتدة من شواطىء جمهورية مصر العربية شاملة البحر الإقليمى والمنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القارى وتمتد فى اليابسة من الشاطى إلى الداخل شاملة النطاق الذى يتأثر بالبيئة البحرية ويؤثر فيها بما لا يجاوز مسافة "٣٠ كم" للداخل فى المناطق الصحراوية ما لم تعترض هذه المسافة أية عوائق طبوغرافية، وفى الدلتا حتى خط كنتور + ٣م. وتحدد المحافظات الساحلية المنطقة الساحلية لكل منها فى ضوء ظروفها الطبيعية ومواردها البيئية بما لا يقل عن "١٠ كم" إلى الداخل من خط الشاطىء".
    وجاء في اللائحة التنفيذية لقانون البيئة المصري (الصادر بالقانون رقم ٤ لسنة ١٩٩٤) تعريفا لخط الشاطئ بأنه "أقصي حد تصل إليه مياه البحر علي اليابسة أثناء أعلي مد يحدث خلال فترة لا تقل عن أحد عشر عاما" كما جاء فيه تعريفاً للبحر الإقليمي بأنه "المساحات من البحر التي تلي شواطئ جمهورية مصر العربية وتمتد في اتجاه البحر لمسافة ١٢ ميلاً بحرياً مقاسة من خط الأساس الذي يقاس منه عرض
    البحر الإقليمي طبقاً لأحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحر لعام ١٩٨٢".
    ومن التعاريف التي استندت في تحديدها للمنطقة الساحلية على الأنشطة بين البحر والأرض ما نص عليه في موقع "دليل التنمية المتكاملة للمناطق الساحلية" حيث ذكر أن المنطقة الساحلية "هي المنطقة الانتقالية بين الأرض والبحر وهي بعروض مختلفة حسب الأنشطة البشرية والمعتمدة على استخدام الموارد الساحلية والتي أحياناً يتعدى المياه الإقليمية وبعض الكيلومترات داخل الأرض، وقد حدد الدليل متوسط عرض المنطقة الساحلية في جميع دول العالم بحوالي ٦٠ كم داخل الأرض". ويعتبر هذا التعريف من أكثر التعريفات وضوحاً وشمولاً حيث ذكر في التعريف العلاقة بين البحر
    والأرض من خلال الأنشطة البشرية وأيضا أبعاد هذه العلاقة جغرافياً. وبشكل عام ومن خلال هذه التعاريف والمفاهيم السابقة للمناطق الساحلية يمكننا استنتاج ما يلي :-

    •  معظم المفاهيم للمنطقة الساحلية أوضحت أنها منطقة التفاعل بين البحر والأرض مع اختلاف كل مفهوم على تقسيماته الداخلية.
    • اتفقت بعض منها على أنها ليست محددة الأبعاد سواء من جهة البحر أو من جهة الأرض.
    • اتفق بعض منها على أن نشاط الأنسان على الأرض هو المحدد الرئيسي لحدود المنطقة الساحلية.

    المنطقة الساحلية

    5:29 م  |  تعليق واحد



     يتعرض البحث للمفاهيم والتعريفات الخاصة بالمنطقة الساحلية وتعرف بـــ (Coastal Zone) والمساحة الساحلية (Coastal Area).
    اتخذت المراجع والدراسات أسلوبين أو طريقتين لتعريف المناطق الساحلية، فبعضهم وضع تعاريف جغرافية تحديد لأبعاد المنطقة وحدودها الجغرافية والبعض الآخر وضع تعاريف حسب الأنشطة التي تمارس فيها تحدد على أساس حجم النشاط المقام عليها أو مدى التفاعل بين البحر والأرض، كما جاءت بعض التعاريف مستخدمة الأسلوبين معا، وهي أفضل الأساليب التي تقدم تعريفا للمناطق الساحلية.
    وفي هذا السياق وعلى المستوى العالمي فقد ذكر روبورت كاي (Robert Kayفي كتابه عن إدارة المناطق الساحلية أن هناك فرقا بسيطا بين تعبير (Coastal Zone) وتعبير (Coastal Area) .
    حيث ذكر أن (Coastal Zone) يتضمن المفهوم الجغرافي أكثر من (Coastal Area) ولكن هذا الفرق تهتم به الدول المتقدمة عن الدول النامية حيث إن معظم البرامج والمشروعات الخاصة بإدارة المناطق الساحلية في الدول المتقدمة تستخدم تعبير (Coastal Zone)، وقد فسر "كاي" اختلاف التعاريف للمناطق الساحلية بأن كل تعريف يخدم الهدف الموضوع له ويخدم صناع القرار والحكومات على اتخاذ القرار السليم. وبشكل عام فقد أعطى تعريفا علميا للساحل (Coast) بانه "المنطقة بين الأرض والبحر أو الخط الفاصل بين الأرض والبحر وتعتبر هذه المنطقة منطقة متحركة غير ثابتة المساحة نظراً لعوامل المد والجزر". كما عرف المنطقة الساحلية  (Coastal Area) لأنها "النطاق الذي يربط اليابس بالمحيط (ماء وأرض مغمورة بالميا ه) وهذه المنطقة تقام فيها استعمالات الأراضي والتي تؤثر في منطقة المحيط والعكس ولهذا فهي غير محددة الطول والعرض والعمق". وقد أكد أن المنطقة الساحلية تشمل كل من حدود الأرض والبحر والتي تحدد حسب درجة تأثير الأرض على البحر وكذلك البحر على الأرض، وقد أكد كاي على أن هذا التعريف ينطبق أيضا على البيئات الساحلية المختلفة مثل سواحل الدلتا مع اختلاف درجة اختراق المياه المالحة للأرض ومساحة تحرك الرواسب الأرضية داخل البحر.
    ومن التعاريف الجغرافية التي حددت المناطق الساحلية ما وضعته سيسين سان  (Cicin-Sain) في كتابها عن الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية، فذكرت أن الساحل هو التقاء البحر باليابس، وقسمت المناطق الساحلية إلى خمسة أجزاء متتابعة وهي مرتبة من جهة اليابس كالتالي :-

    • منطقة اليابس (Inland area): وهي الأراضي التي تؤثر في البحار وتمتد مقابلة للأنهار وخلف الأراضي الساحلية وغالبا لا يوجد بها تلوث.
    • الأراضي الساحلية (Coastal Lands): وهي الأراضي المتاخمة لمياه الساحل ويغلب على طبيعتها الخلط والتداخل بين اليابس والمياه وتوصف أحيانا بالأراضي الرطبة  (Wetland) ويزيد تركيز الأنشطة الإنسانية التي تتأثر مباشرة بملاصقتها بالمياه الساحلية.
    • المياه الساحلية (Coastal water): وهي مصب الأنهار والبحيرات والمياه الضحلة حيث يمتد إليها تأثيرات احتياجات الأنشطة الأساسية للأراضي.
    • المياه الإقليمية (Offshore water): وهي تمتد بمسافة ٢٠٠ ميل (حوالي ٣٢٢ كم )  ومتاخمة لأراضي الدولة وتخضع لسيادة الدولة وفق القانون الدولي.
    • المياه الدولية (High seas): وهي خارج حدود سيادة الدولة.
    وفي كتاب "مقدمة في إدارة المناطق الساحلية" لتيموثي بيتلي ( Timothy Beately) ذكر في الفصل الأول تعريفا للمناطق الساحلية فوصفها بأنها "مناطق متحركة فهي منطقة تداخل بين الأرض والماء والغلاف الجوي أيضا وجميعها تتفاعل مع بعضها في نظام وتوازن، وهذا النظام يمكن أن يتغير بتأثير من الطبيعة أو من البشر". ويضيف الكاتب أنه عند رسم حدود المنطقة الساحلية لابد من إدراك أن امتدادها من الممكن أن يتأثر بالأنشطة البشرية التي تقام على طول امتداد المنطقة الساحلية. كما أنها لابد أن تشمل المناطق الداخلية من جانب الماء، فمياه الساحل تتأثر بالأنشطة التي تحدث على الشاطئ فأحيانا تمتد لمئات الأميال داخل المياه. 
    وقد قسم الكاتب المنطقة الساحلية إلى قسمين:-

    • المنطقة الجافة (Backshore): تتضمن التكوينات الأرضية مثل التلال والكثبان وحتى مصبات الأنهار والبحار.
    • المنطقة الرطبة (Foreshore) وتشمل المنطقة الانتقالية بين الماء والأرض بما فيها صدر الشاطئ والمياه الضحلة، كما يمكن أن يمتد إلى مياه المحيط العميقة (Offshore). 
    إذن فمنطقة الشاطئ تحتوي على ( الشواطئ – التلال – المنحدرات – مناطق المد والجزر ) ومنطقة المياه تحتوي على ( الشعاب المرجانية – الأرض المغمورة – المصبات والخلجان ).
    هذا ويلاحظ أن الحدود الجغرافية للمناطق الساحلية بوجه عام والتي ُتحدد سواء بالأميال أو بالكيلومترات داخل البحر أو الأرض في معظم الأحيان تتوقف على طبيعة الهدف من وضع هذه الحدود سواء مشروعات تنموية أو حدود قانونية دولية أو حتى للتبادل الاقتصادي. فعلى سبيل المثال فقد اتخذت بعض التجارب المتبعة في تنمية المناطق الساحلية في بعض البلاد تعريفا ومفهوماً خاصاً بها يطبق على هذه التجربة وذلك مثل تجربة مدينة "Cape Town" بجنوب افريقيا في وضع مخطط لتنمية المناطق الساحلية بها، ففي تقرير المخطط أدرج تعريفا للمناطق الساحلية مأخوذاً عن الورقة البيضاء الوطنية للتطوير الساحلي المستمر في جنوب أفريقيا :
    " National White Paper for Sustainable Coastal Development in South Africa "
    والتي تعرف بـــ " المساحة البيئية البحرية التي تتفاعل وتتأ ثر وتؤثر بالبيئة الأرضية وتكون بامتداد حوالي من ٥٠-١٠ كم من الشاطئ".
    ومن المفاهيم التي تعرضت للمناطق الساحلية حسب الأنشطة ومدى تأثير هذه الأنشطة على حجم ومكونات المنطقة الساحلية ما جاء في مقال كيربي ( Kirby ) عن التراث الساحلي الذي جاء في كتاب عن إدارة وتخطيط المناطق الساحلية أن المنطقة الساحلية "نظام متحرك بين الإنسان والطبيعة والممتد من البحر حتى الأرض والإمتداد الجغرافي له يحدد حسب العوامل الطبيعية والأنشطة الإنسانية". وقال كيربي أن هذا التعريف قد قدمه في مؤتمر الحفاظ على السواحل عام ١٩٩١ وقد قبله المؤتمر فهو يرى أنه تعريف مرن ويراعي مجموعة واسعة من المجالات والاهتمامات وكذلك الضغوط التي تواجهها المناطق الساحلية.
    ومن التعاريف التي لابد أن نتعرض لها تعريف الخطة الزرقاء (Blue Plan)  والذي ورد في التقرير السنوي لها والتي ذكرت أن المنطقة الساحلية ليست فقط الخط الذي يفصل البحر عن الأرض بل إن امتدادها يتحدد حسب طبيعة الساحل وتاريخ المجتمعات فهو يتفاوت من بضعة أمتار إلى بعض الكيلومترات. فالمناطق الساحلية تتأثر حدودها بالعوامل البيئية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهو بشكل عام تحدد من جانب البحر من المياه الضحلة (بعمق ٥٠ م) حيث تقل عمليات التمثيل الضوئي للحياة النباتية في البحار كلما بعدنا عن هذا العمق وحتى (١٢ ميلاً بحرياً في الغالب)، وعلى جانب اليابس تتضمن المنطقة الساحلية العناصر الطبيعية مثل الدلتا والكثبان والغابات والمناطق الزراعية والحضرية داخل المقاطعة. وعرضت الخطة الزرقاء بعض الضغوط التي تؤثر على المنطقة الساحلية وعلى تحديدها سواء من جهة البحر مثل تآكل الشواطئ أو من جهة اليابس مثل التلوث الناتج من الأنشطة البشرية.
    وقد ذكر التقرير أن الحدود الرسمية للمناطق الساحلية في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط كثيراً ما تكون غير دقيقة بسبب اختلاف الأساليب المتبعة لتعريف هذه المناطق فمنها من يعرفها في القانون ومنها ما هو متعارف عليه، وذكر التقرير بعض الأمثلة لتعريف المنطقة الساحلية لعدد من دول البحر الأبيض المتوسط ومنها مصر حيث عرفت المنطقة الساحلية بأنها "حلقة الوصل بين البحر والأرض، بما فيها المياه الإقليمية والداخلية التي تتفاعل مع البيئة البحرية، وتمتد المناطق بعمق ٣٠ كم على الأقل في المناطق الصحراوية إلا في حالة وجود عوائق جغرافية".
    وقد عرف قانون (رقم ٩ لسنة ٢٠٠٩) والصادر بتعديل بعض أحكام قانون البيئة المصرية (رقم ٤ لسنة ١٩٩٤) تعريفاً للمنطقة الساحلية بأنها "المنطقة الممتدة من شواطىء جمهورية مصر العربية شاملة البحر الإقليمى والمنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القارى وتمتد فى اليابسة من الشاطى إلى الداخل شاملة النطاق الذى يتأثر بالبيئة البحرية ويؤثر فيها بما لا يجاوز مسافة "٣٠ كم" للداخل فى المناطق الصحراوية ما لم تعترض هذه المسافة أية عوائق طبوغرافية، وفى الدلتا حتى خط كنتور + ٣م. وتحدد المحافظات الساحلية المنطقة الساحلية لكل منها فى ضوء ظروفها الطبيعية ومواردها البيئية بما لا يقل عن "١٠ كم" إلى الداخل من خط الشاطىء".
    وجاء في اللائحة التنفيذية لقانون البيئة المصري (الصادر بالقانون رقم ٤ لسنة ١٩٩٤) تعريفا لخط الشاطئ بأنه "أقصي حد تصل إليه مياه البحر علي اليابسة أثناء أعلي مد يحدث خلال فترة لا تقل عن أحد عشر عاما" كما جاء فيه تعريفاً للبحر الإقليمي بأنه "المساحات من البحر التي تلي شواطئ جمهورية مصر العربية وتمتد في اتجاه البحر لمسافة ١٢ ميلاً بحرياً مقاسة من خط الأساس الذي يقاس منه عرض
    البحر الإقليمي طبقاً لأحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحر لعام ١٩٨٢".
    ومن التعاريف التي استندت في تحديدها للمنطقة الساحلية على الأنشطة بين البحر والأرض ما نص عليه في موقع "دليل التنمية المتكاملة للمناطق الساحلية" حيث ذكر أن المنطقة الساحلية "هي المنطقة الانتقالية بين الأرض والبحر وهي بعروض مختلفة حسب الأنشطة البشرية والمعتمدة على استخدام الموارد الساحلية والتي أحياناً يتعدى المياه الإقليمية وبعض الكيلومترات داخل الأرض، وقد حدد الدليل متوسط عرض المنطقة الساحلية في جميع دول العالم بحوالي ٦٠ كم داخل الأرض". ويعتبر هذا التعريف من أكثر التعريفات وضوحاً وشمولاً حيث ذكر في التعريف العلاقة بين البحر
    والأرض من خلال الأنشطة البشرية وأيضا أبعاد هذه العلاقة جغرافياً. وبشكل عام ومن خلال هذه التعاريف والمفاهيم السابقة للمناطق الساحلية يمكننا استنتاج ما يلي :-

    •  معظم المفاهيم للمنطقة الساحلية أوضحت أنها منطقة التفاعل بين البحر والأرض مع اختلاف كل مفهوم على تقسيماته الداخلية.
    • اتفقت بعض منها على أنها ليست محددة الأبعاد سواء من جهة البحر أو من جهة الأرض.
    • اتفق بعض منها على أن نشاط الأنسان على الأرض هو المحدد الرئيسي لحدود المنطقة الساحلية.

    اقرء المزيد

    الأحد، 13 مارس 2016


    مقدمة :-
    لقد بدأ استعمال المصطلح علم البيئة Ecology في النصف الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي. وقد استعمل العالم الألماني هيكل Haeckel عام 1869م مصطلح مشابه لتلك الكلمة وبنفس المعني وهو Oekologie وعرف هذا العالم علم البيئة انذاك بأنه دراسة جميع العلاقات التي تربط الحيوان بيبئته العضوية وغير العضوية. ولقد أثار هذا التعريف الشامل ردود من قبل الباحثين و العلماء وتسألوا اذا كان هذا هو تعريف علم البيئة فانه ليس هنالك شئ يدرس في علوم الحياة ضمن علم البيئة.
    ناقش التون Elton عام 1927م في كتابه علم بيئة الحيوان مصطلح علم البيئة وعرفه بانه التاريخ العلمي الطبيعي ولكن هذا التعريف الاأخير ليس واضحا ومتميز.
    التعريف الذي يبدو ساكنا ولم يتطرف الي فكره العلاقات القائمة بين الاحياء وبيئتها. واخيرا عرف العالم Krebs عام 1978م علم البيئة تعريفا واضحا ومقيدا بانه الدراسة العلمية للتفاعلات التي تحدد توزيع الكائنات الحية وكثافتها.
    فنجد ان الكلمة العربية (البيئة) قد ذكرت بقوله تعالي: (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عادٍ وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً وتنحتون الجبال بيوتاً ، فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين). سورة الاعراف الايه 74.
    و من هنا فان كلمة البيئة مشتقة من الفعل الثلاثي (بوأ) ويقال "تبوأت منزلاً" بمعني نزلته و "بوأت الرجال منزل" بمعني هيأته ومكنت له فيه.

    بعض العلماء يقسمون علم البيئة الي قسمين :-
    • علم البيئة الذاتية Autecology : وهو دراسة علاقة الكائن الحي ببيئته.
    • علم البيئة الجماعي Synecology : وهو دراسة علاقة مجموعة من الكائنات الحية ببيئتها.
    كما هو معروف يمكن تقسيم الحياة الي :
    • البروتوبلازم Protoplasm.
    • الخلايا Cells.
    • الانسجة Tissues.
    • الاعضاء Organs.
    • الاجهزة Systems.
    • الكائن الحي Organism.
    ولكن علي المستوي البيئي يمكن أن تقسم الي :
    • الكائن الحي Organism.
    • المجموعات (العشائر) Populations.
    • المجتمعات Communities. 
    • الانظمة البيئية Ecosystems. 
    • أقاليم حياتية Biomes.
    • المجال الأحيائي Biosphere.
    ويمكن تعريف المستويات البيئية الأساسية كما يلي :
    المجموعة (العشيرة): مجموعة من الكائنات الحية والتابعة لنوع واحد وتعيش في مكان محدد.
    المجتمع : مجموعة من العشائر النباتية والحيوانية في مكان معين. فهي وحدة بيئية تستعمل بمعني شامل.
    النظام البيئي : وهو عبارة عن مجتمع حياتي وظذلك بيئته الغير عضوية.

    العوامل التي تتحكم في توزيع المجموعات :
    1. الانتشار Dispersal.
    2. السلوك Behaviour.
    3. عوامل أحيائية (التنافس، الافتراس، التطفل، التضاد الكيميائي الحيوي، الأمراض) علاقات مع كائنات اخرى.
    4. عوامل فيزيائية وكيميائية:
    • عوامل فيزيائية (الحرارة، الضوء، الرطوبة، تركيب التربة، سرعة التيار، شدة التيار....الخ)
    • عزامل كيميائية (الماء، الاكسجين، درجة الملوحة، درجة الحموضة، مغذيات التربة ....الخ)
    البيئة :Environment 
    هي الوسط الجغرافي الذي يعيش فيه الكائن الحي وهو مجموع عناصر تشمل المناخ من 
    حرارة وبرودة وجفاف ورطوبة وأمطار ورياح وثلوج واشعاعات، والأرض بما تحتوي من 
    تضاريس وسهول وصخور وتربة ومياه ونبات وحيوان، والهواء بكافة عناصره وغازاته ومكزناته، ومختلف الخواص الفيزيائية والكيميائية للمكونات السابقة، بالاضافة الي الانسان وأنشطته وفعاليته المختلفة. 

    علم البيئة Ecology :
    هو فرع من العلوم البيولوجية( علوم الحياة )يهتم بدراسة العلاقة المتبادلة بين كائنات حية
     أو مجموعات من الكائنات الحية والعوامل المحيطة بها والتي تشكل الوسط أوالبيئة .

    المنظومة البيئة ( الإيكولوجية ) :
    هي مجموعة من الأنواع الحية التي تتعايش معاً جنباً إلى جنب في موقع أو موئل معين ومحدد 
    جغرافياً وبيئياً بحيث تتفاعل عناصره الحية من حيوان ونبات وكائنات دقيقة مع بعضها البعض 
    ومع عناصر الموئل البيئية غير الحية بحيث تعيش حالة من التوازن والاكتفاء الذاتي بين هذه 
    العناصر المختلفة.

    التنوع الحيوي ( التنوع البيولوجي) :
    يُعرَّف بأنه مجموع أنواع الكائنات والمتعضيات الحية التي تحيا وتعيش على سطح 
    كوكب الأرض ، وهي التي تمتد على كامل سلم التصنيف والتطور بدءاً من أدناها من
     الكائنات الدقيقة إلى أعلاها من الثدييات والنباتات الراقياتوتضيف اتفاقية التنوع الحيوي
    (المنبثقة عن قمة الأرض في ريوديجانيرو 1992 م على هذا التعريف بأن التنوع الحيوي 
    هو تنوع الجينات(المورثات وتوزعها في جميع الكائنات والمتعضيات الحية باعتبار أن سر
     الحياة وجوهرها يتجلى بمعجمها الوراثي الجيني العظيم الذي هو الدنا(DNAوما يحويه 
    من مليارات الرموز الوراثية التي تضمن نمو،وسلامة واستمراركل أشكال الحياة في مختلف
     الجماعات من أدناها إلى أعلاها في سلم التصنيف، وبالمختصر يُعرَّف التنوع الحيوي بأنه 
    الحياة بكل أبعادها على الأرض . 
    الغلاف البيئي (Ecosphere) والغلاف الحيوي (Biosphere) :

    رغم التداخل الكبير بينهما الذي يصل إلى حد التوافق. فالغلاف الحيوي يشمل المجال الذي 
    تتواجد فيه الكائنات الحية بأنواعها المختلفة يتضمن الغلاف البيئي على المجال الحيوي 
    للأحياء ومدى درجة تأثرها المباشر وغير المباشر بالأغلفة الأرضية الأخرى(الصخري 
    والتربي والمائي والهوائي) وبذا فإن مفهوم الغلاف البيئي أوسع وأشمل.

    التعاقب ssionSucce :
    تشكل حياة المجتمعات الحية في البيئة المحيطة بما تشمل من عوامل غير حية ما يسمى 
    بالنظام البيئي وتتآزر مجموعة الأنظمة البيئية معاً لتعطي المستوى البيئي الأعلى ألا وهو 
    الكرة الحية . وتقسم الكرة الحية إلى ثلاثة أنظمة رئيسية : الغلاف المائي والغلاف الأرضي 
    والغلاف الهوائي . وتتعاقب المجتمعات الحيوية على المناطق البيئية المختلفة وذلك خلال 
    انتقالها عبر مستويات النظامالحيوي وهذا ما يعرف بالتعاقب، حيث تستبدل المجتمعات 
    الحية بأخرى بنفس المنطقة البيئية ويستمر في الازدهار حتى يصل إلى ما يعرف بمجتمع 
    الذروة، كما في تعاقب مجتمع الاشنات على الصخور ليؤدي إلى تقنيتها وتكون التربة .

    الموطن والسكن Habitat :
    هو ذلك الجزء أو المساحة المحيطة بالكائن الحي التي قد تتشابه بالظروف المحيطة بالكائن، 
    وقد تكون هذه المساحة مختلفة الحجم ابتداءً من البيئات الدقيقة مثل جذوع الأشجار 
    وقد تكون بيئات كبيرة مثل الصحاري والمحيطات لبعض الكائنات .

    العش البيئي Niche :
    هو الوضعية التي يتميز بها هذا الكائن الحي داخل مجتمعه ونظامه البيئي، أو بتعبير 
    آخر " وضعه الوظيفي" . وينتج هذا الوضع عن تكيفه البنيوي وخصائصه الفيزيولوجية وتصرفه الخاص سواء كان 
    هذا التصرف وارثياً أو مكتسباً.إن أول من أوجد هذا المفهوم وطوره هو Elton في 
    عام 1927م. إن العش البيئي بالنسبة لأي كائن حي لا يتعلق فقط بالمكان الذي يعيش فيه 
    هذا الكائن وانما يتعلق أيضاً بالعمل الذي يقوم به في هذا المكان (من الناحية البيولوجية طبعاً).
    وبتعبير آخر يمكن أن نقول بأن المسكن هو " عنوان الكائن الحي " أو " مكان إقامته " أما العش البيئي فهو " وظيفته " أو مهنته " ضمن مجموعة الأنواع التي يعيش معها في المجتمع الحيوي .
    إن مفهوم المسكن هو مفهوم قديم استعمل من قبل الاختصاصيين بمعان مختلفة .
    إننا نستعمله هنا بالمعنى الذي أوضحناه أعلاه .أما مفهوم العش البيئي فهو مفهوم حديث ولا 
    يستعمل في الغالب خارج نطاق علم البيئة . إذ كنا نهتم بكائن حي ما، فإننا بالإضافة إلى مع 
    رفة المكان الذي يعيش فيه تحتاج إلى معرفة متطلباته البيئية ووضعه بالنسبة للمجتمع الذي 
    يعيش فيه وبصورة خاصة تغذيته ومنبع الطاقة التي يستهلكها .وبذلك فإن مفهوم العش البيئي 
    هو مفهوم خصب يسمح لنا أن نتعرف على وضع الكائن الحي في مجتمعه من حيث وظيفته 
    وتغذيته ونموه وتأثيره في الكائنات الحية الأخري التي يعيش معها وتأثيره في العناصر 
    غيرالحية من النظام البيئي الذي هو جزء منه.

    وأخيراً ان علم البيئة يهدف بشكل عام الي :

    1. دراسة العلاقات المتبادلة بينت أفراد المتعضيات المختلقة وعوامل الوسط، الفيزيائية والكيميائية المحيطة بها.
    2. دراسة تطور وبيئة الجماعات المختلفة.
    3. دراسة دور المتعاضيات الحيوانية في المجتمعات الطبيعية.
    4. دراسة تدهور او تدريك الاوساط الطبيعية الحاصل بفعل الانسان.
    5. حماية البيئة.

    وتتضمن الدراسة البيئية بشكل عام، الملاحظة، الوصف، تحليل المعطيات وفرزها، الاستنتاج. وتستخدم حالياً تقنيات متقدمة وبرامج حاسزبية، تسمح باستخلاص الحد الاقصي من الاستنتاجات العلمية الدقيقة.

    فروع علم البيئة :-
    حدد العلماء في الوقت الحاضر فرعان اساسيان لعلم البيئة هما :

    • علم البيئة الفردية (Autecology).
    • علم البيئة الجماعية (Synecology).

    وتتركز اهتمامات العلم الأول علي دراسة افراد معينين او نوع واحد او يتعدي ذلك لدراسة مجموعة قليلة مترابطة من الانواع تعيش مع بعضها وتتاثر ببعضها والبيئة المحيطة ويهتم الفرع الثاني في جميع نواحي الحياة بما في ذلك النباتات والحيوانات والعناصر اللااحيائية البارزه في منطقة معينة، ويتعرض في دراسته الي مجموعة من الكائنات تكون مجتمعاً، وقد يمتد الي دراسة نظام بيئي مثل بيئة الانهار وبيئة المستنقعات وبيئة الغابات وغير ذلك.
    وقد اتنبع بعض من علماء البيئة أسلوباً سهلاً في تقسيم علم البيئة الي قسمين هما :

    • البيئة النباتية (Plant ecology).
    • البيئة الحيوانية (ِِAnimal ecology).
    ونشأة بعد ذلك تخصصات دقيقة لبعض الفروع البيئية مثل علم البيئة القديمة (Paleoecology) وهو ويدرس الظروف الحياتية والبيئية التي كانت سائدة في العصور القديمة. وعلم البيئة القشائية وعلم البيئة الأشعاعية وعلم الغابات، وعلم ادارة الحياة البرية، وعلم المياه الغذبة، وهو دراسة مكونات المياه الحية وغير الحية، وعلم بيئة المحيطات، وكذلك علم البيئة المائية وعلم البيئة الأرضية وغيرها. 

    البيئة الحيوانية


    مقدمة :-
    لقد بدأ استعمال المصطلح علم البيئة Ecology في النصف الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي. وقد استعمل العالم الألماني هيكل Haeckel عام 1869م مصطلح مشابه لتلك الكلمة وبنفس المعني وهو Oekologie وعرف هذا العالم علم البيئة انذاك بأنه دراسة جميع العلاقات التي تربط الحيوان بيبئته العضوية وغير العضوية. ولقد أثار هذا التعريف الشامل ردود من قبل الباحثين و العلماء وتسألوا اذا كان هذا هو تعريف علم البيئة فانه ليس هنالك شئ يدرس في علوم الحياة ضمن علم البيئة.
    ناقش التون Elton عام 1927م في كتابه علم بيئة الحيوان مصطلح علم البيئة وعرفه بانه التاريخ العلمي الطبيعي ولكن هذا التعريف الاأخير ليس واضحا ومتميز.
    التعريف الذي يبدو ساكنا ولم يتطرف الي فكره العلاقات القائمة بين الاحياء وبيئتها. واخيرا عرف العالم Krebs عام 1978م علم البيئة تعريفا واضحا ومقيدا بانه الدراسة العلمية للتفاعلات التي تحدد توزيع الكائنات الحية وكثافتها.
    فنجد ان الكلمة العربية (البيئة) قد ذكرت بقوله تعالي: (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عادٍ وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً وتنحتون الجبال بيوتاً ، فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين). سورة الاعراف الايه 74.
    و من هنا فان كلمة البيئة مشتقة من الفعل الثلاثي (بوأ) ويقال "تبوأت منزلاً" بمعني نزلته و "بوأت الرجال منزل" بمعني هيأته ومكنت له فيه.

    بعض العلماء يقسمون علم البيئة الي قسمين :-
    • علم البيئة الذاتية Autecology : وهو دراسة علاقة الكائن الحي ببيئته.
    • علم البيئة الجماعي Synecology : وهو دراسة علاقة مجموعة من الكائنات الحية ببيئتها.
    كما هو معروف يمكن تقسيم الحياة الي :
    • البروتوبلازم Protoplasm.
    • الخلايا Cells.
    • الانسجة Tissues.
    • الاعضاء Organs.
    • الاجهزة Systems.
    • الكائن الحي Organism.
    ولكن علي المستوي البيئي يمكن أن تقسم الي :
    • الكائن الحي Organism.
    • المجموعات (العشائر) Populations.
    • المجتمعات Communities. 
    • الانظمة البيئية Ecosystems. 
    • أقاليم حياتية Biomes.
    • المجال الأحيائي Biosphere.
    ويمكن تعريف المستويات البيئية الأساسية كما يلي :
    المجموعة (العشيرة): مجموعة من الكائنات الحية والتابعة لنوع واحد وتعيش في مكان محدد.
    المجتمع : مجموعة من العشائر النباتية والحيوانية في مكان معين. فهي وحدة بيئية تستعمل بمعني شامل.
    النظام البيئي : وهو عبارة عن مجتمع حياتي وظذلك بيئته الغير عضوية.

    العوامل التي تتحكم في توزيع المجموعات :
    1. الانتشار Dispersal.
    2. السلوك Behaviour.
    3. عوامل أحيائية (التنافس، الافتراس، التطفل، التضاد الكيميائي الحيوي، الأمراض) علاقات مع كائنات اخرى.
    4. عوامل فيزيائية وكيميائية:
    • عوامل فيزيائية (الحرارة، الضوء، الرطوبة، تركيب التربة، سرعة التيار، شدة التيار....الخ)
    • عزامل كيميائية (الماء، الاكسجين، درجة الملوحة، درجة الحموضة، مغذيات التربة ....الخ)
    البيئة :Environment 
    هي الوسط الجغرافي الذي يعيش فيه الكائن الحي وهو مجموع عناصر تشمل المناخ من 
    حرارة وبرودة وجفاف ورطوبة وأمطار ورياح وثلوج واشعاعات، والأرض بما تحتوي من 
    تضاريس وسهول وصخور وتربة ومياه ونبات وحيوان، والهواء بكافة عناصره وغازاته ومكزناته، ومختلف الخواص الفيزيائية والكيميائية للمكونات السابقة، بالاضافة الي الانسان وأنشطته وفعاليته المختلفة. 

    علم البيئة Ecology :
    هو فرع من العلوم البيولوجية( علوم الحياة )يهتم بدراسة العلاقة المتبادلة بين كائنات حية
     أو مجموعات من الكائنات الحية والعوامل المحيطة بها والتي تشكل الوسط أوالبيئة .

    المنظومة البيئة ( الإيكولوجية ) :
    هي مجموعة من الأنواع الحية التي تتعايش معاً جنباً إلى جنب في موقع أو موئل معين ومحدد 
    جغرافياً وبيئياً بحيث تتفاعل عناصره الحية من حيوان ونبات وكائنات دقيقة مع بعضها البعض 
    ومع عناصر الموئل البيئية غير الحية بحيث تعيش حالة من التوازن والاكتفاء الذاتي بين هذه 
    العناصر المختلفة.

    التنوع الحيوي ( التنوع البيولوجي) :
    يُعرَّف بأنه مجموع أنواع الكائنات والمتعضيات الحية التي تحيا وتعيش على سطح 
    كوكب الأرض ، وهي التي تمتد على كامل سلم التصنيف والتطور بدءاً من أدناها من
     الكائنات الدقيقة إلى أعلاها من الثدييات والنباتات الراقياتوتضيف اتفاقية التنوع الحيوي
    (المنبثقة عن قمة الأرض في ريوديجانيرو 1992 م على هذا التعريف بأن التنوع الحيوي 
    هو تنوع الجينات(المورثات وتوزعها في جميع الكائنات والمتعضيات الحية باعتبار أن سر
     الحياة وجوهرها يتجلى بمعجمها الوراثي الجيني العظيم الذي هو الدنا(DNAوما يحويه 
    من مليارات الرموز الوراثية التي تضمن نمو،وسلامة واستمراركل أشكال الحياة في مختلف
     الجماعات من أدناها إلى أعلاها في سلم التصنيف، وبالمختصر يُعرَّف التنوع الحيوي بأنه 
    الحياة بكل أبعادها على الأرض . 
    الغلاف البيئي (Ecosphere) والغلاف الحيوي (Biosphere) :

    رغم التداخل الكبير بينهما الذي يصل إلى حد التوافق. فالغلاف الحيوي يشمل المجال الذي 
    تتواجد فيه الكائنات الحية بأنواعها المختلفة يتضمن الغلاف البيئي على المجال الحيوي 
    للأحياء ومدى درجة تأثرها المباشر وغير المباشر بالأغلفة الأرضية الأخرى(الصخري 
    والتربي والمائي والهوائي) وبذا فإن مفهوم الغلاف البيئي أوسع وأشمل.

    التعاقب ssionSucce :
    تشكل حياة المجتمعات الحية في البيئة المحيطة بما تشمل من عوامل غير حية ما يسمى 
    بالنظام البيئي وتتآزر مجموعة الأنظمة البيئية معاً لتعطي المستوى البيئي الأعلى ألا وهو 
    الكرة الحية . وتقسم الكرة الحية إلى ثلاثة أنظمة رئيسية : الغلاف المائي والغلاف الأرضي 
    والغلاف الهوائي . وتتعاقب المجتمعات الحيوية على المناطق البيئية المختلفة وذلك خلال 
    انتقالها عبر مستويات النظامالحيوي وهذا ما يعرف بالتعاقب، حيث تستبدل المجتمعات 
    الحية بأخرى بنفس المنطقة البيئية ويستمر في الازدهار حتى يصل إلى ما يعرف بمجتمع 
    الذروة، كما في تعاقب مجتمع الاشنات على الصخور ليؤدي إلى تقنيتها وتكون التربة .

    الموطن والسكن Habitat :
    هو ذلك الجزء أو المساحة المحيطة بالكائن الحي التي قد تتشابه بالظروف المحيطة بالكائن، 
    وقد تكون هذه المساحة مختلفة الحجم ابتداءً من البيئات الدقيقة مثل جذوع الأشجار 
    وقد تكون بيئات كبيرة مثل الصحاري والمحيطات لبعض الكائنات .

    العش البيئي Niche :
    هو الوضعية التي يتميز بها هذا الكائن الحي داخل مجتمعه ونظامه البيئي، أو بتعبير 
    آخر " وضعه الوظيفي" . وينتج هذا الوضع عن تكيفه البنيوي وخصائصه الفيزيولوجية وتصرفه الخاص سواء كان 
    هذا التصرف وارثياً أو مكتسباً.إن أول من أوجد هذا المفهوم وطوره هو Elton في 
    عام 1927م. إن العش البيئي بالنسبة لأي كائن حي لا يتعلق فقط بالمكان الذي يعيش فيه 
    هذا الكائن وانما يتعلق أيضاً بالعمل الذي يقوم به في هذا المكان (من الناحية البيولوجية طبعاً).
    وبتعبير آخر يمكن أن نقول بأن المسكن هو " عنوان الكائن الحي " أو " مكان إقامته " أما العش البيئي فهو " وظيفته " أو مهنته " ضمن مجموعة الأنواع التي يعيش معها في المجتمع الحيوي .
    إن مفهوم المسكن هو مفهوم قديم استعمل من قبل الاختصاصيين بمعان مختلفة .
    إننا نستعمله هنا بالمعنى الذي أوضحناه أعلاه .أما مفهوم العش البيئي فهو مفهوم حديث ولا 
    يستعمل في الغالب خارج نطاق علم البيئة . إذ كنا نهتم بكائن حي ما، فإننا بالإضافة إلى مع 
    رفة المكان الذي يعيش فيه تحتاج إلى معرفة متطلباته البيئية ووضعه بالنسبة للمجتمع الذي 
    يعيش فيه وبصورة خاصة تغذيته ومنبع الطاقة التي يستهلكها .وبذلك فإن مفهوم العش البيئي 
    هو مفهوم خصب يسمح لنا أن نتعرف على وضع الكائن الحي في مجتمعه من حيث وظيفته 
    وتغذيته ونموه وتأثيره في الكائنات الحية الأخري التي يعيش معها وتأثيره في العناصر 
    غيرالحية من النظام البيئي الذي هو جزء منه.

    وأخيراً ان علم البيئة يهدف بشكل عام الي :

    1. دراسة العلاقات المتبادلة بينت أفراد المتعضيات المختلقة وعوامل الوسط، الفيزيائية والكيميائية المحيطة بها.
    2. دراسة تطور وبيئة الجماعات المختلفة.
    3. دراسة دور المتعاضيات الحيوانية في المجتمعات الطبيعية.
    4. دراسة تدهور او تدريك الاوساط الطبيعية الحاصل بفعل الانسان.
    5. حماية البيئة.

    وتتضمن الدراسة البيئية بشكل عام، الملاحظة، الوصف، تحليل المعطيات وفرزها، الاستنتاج. وتستخدم حالياً تقنيات متقدمة وبرامج حاسزبية، تسمح باستخلاص الحد الاقصي من الاستنتاجات العلمية الدقيقة.

    فروع علم البيئة :-
    حدد العلماء في الوقت الحاضر فرعان اساسيان لعلم البيئة هما :

    • علم البيئة الفردية (Autecology).
    • علم البيئة الجماعية (Synecology).

    وتتركز اهتمامات العلم الأول علي دراسة افراد معينين او نوع واحد او يتعدي ذلك لدراسة مجموعة قليلة مترابطة من الانواع تعيش مع بعضها وتتاثر ببعضها والبيئة المحيطة ويهتم الفرع الثاني في جميع نواحي الحياة بما في ذلك النباتات والحيوانات والعناصر اللااحيائية البارزه في منطقة معينة، ويتعرض في دراسته الي مجموعة من الكائنات تكون مجتمعاً، وقد يمتد الي دراسة نظام بيئي مثل بيئة الانهار وبيئة المستنقعات وبيئة الغابات وغير ذلك.
    وقد اتنبع بعض من علماء البيئة أسلوباً سهلاً في تقسيم علم البيئة الي قسمين هما :

    • البيئة النباتية (Plant ecology).
    • البيئة الحيوانية (ِِAnimal ecology).
    ونشأة بعد ذلك تخصصات دقيقة لبعض الفروع البيئية مثل علم البيئة القديمة (Paleoecology) وهو ويدرس الظروف الحياتية والبيئية التي كانت سائدة في العصور القديمة. وعلم البيئة القشائية وعلم البيئة الأشعاعية وعلم الغابات، وعلم ادارة الحياة البرية، وعلم المياه الغذبة، وهو دراسة مكونات المياه الحية وغير الحية، وعلم بيئة المحيطات، وكذلك علم البيئة المائية وعلم البيئة الأرضية وغيرها. 

    اقرء المزيد

    الثلاثاء، 1 مارس 2016


    مقدمة :-
    تعتبر الثروة السمكية من الموارد الطبيعية التي يمكن استثمارها والمحافظة عليها عن طريق الأستخدام المستدام المبني علي الإدارة الشاملة التي يراعي فيها الوضع البيئي لمناطق الصيد، وتبرز أهمية الإهتمام بالساحل وموارده المتعدده كمصدر حيوي لا غني عنه من الناحية الإقتصادية ورغم هذه الأهمية نجد أن المياه الإقليمية تفتقر الي المعلومات الكافية عن الموارد والثروات البحرية مما يصعب معه إداره هذه الموارد إداره سليمة .
    نشاط الصيد البحري :-
    ﻴﺴﻤﺢ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ وﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ﺒﺘﻭﻓﻴر ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ، ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ، حسب منطقة ونوعية النشاط ما يلي :-

    الصيد البحري الحرفي : ﺘﺘﻭﻓﺭ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟضحلة ﻋﻠﻰ ﻜﻡ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺔ، ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﻓﻲ. ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ  ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ ﺒﺸﻜل ﺠﻴﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺒﻙ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﺭﺏ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ، ﻴﺴﺎﻫﻡ ﺒﺸﻜل ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ :
    • ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺯﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺤﺼﺭﺓ.
    • ﺍلإﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻁﻤﻭﺡ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻁﻭل ﺍﻟﺴﺎﺤل ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ.
    • ﺇﺤﺩﺍﺙ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﻤﺭﺒﺤﺔ ﺘﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺍلإﺴﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﻌﺯﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ.
    الصيد الساحلي : ﺘﻤﺜل ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﺭﻴﺔ في معظم البحار ﺒﺘﻨﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﻁﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﺭﻀﻲ، ﻭ ﻴﺘﻡ إﺴﺘﻐﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻷﺤﻭﺍل، ﺤﺴﺏ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻴﺩ البحري ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺒﺎﻟﺸﺒﻙ ﺍﻟﺴﻁﺤﻲ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺒﺎﻟﺸﺒﻙ ﺍﻟﺠﻴﺒﻲ (شباك الجرف).
    تتموقع أهم المصادر الصيدية بصفة خاصة والبيولوجية بشكل عام في هذه المنطقة الساحلية، حيث تستهدف نشاطات الصيد البحري موارد صيدية غنية ومتنوعة :
    • الموارد السطحية عن طريق تطوير قوارب الصيد بإستعمال وسائل لكشف الأسماك والإستقلال العقلاني لكل مناطق الصيد البحري.
    • الموارد التي تعيش في الأعماق الضحلة من المياه القارية، عن طريق تأهيل المهن الصغيرة والتقنيات المتعلقة بها.
    • الموارد الخاصة بالمناطق الساحلية وخاصة منها الشعب المرجانية والطحالب وقنافذ البحر والأصداف الساحلية، وذلك من خلال إعداد خرائط توزيع هذه الموارد وتطوير المهن المتعلقة بها.
    الصيد في اعالي البحار : يمارس الصيد في أعالي البحار بالابحار لعدة أيام، ويشمل الصيد البحري نصف المصنع (سفن صيد بحري لا يزيد طولها عن 25 متر لمناطق واقعة بين 6-12 ميل بحري)، والصيد البحري المصنع (سفينة صيد يزيد طولها عن 35 متر لمناطق تقع ما وراء 12 ميل بحري).

    كشفت الدراسات التي أجريت أن هذه المنطقة للصيد البحري الواقع ما وراء 6 أميال بحرية تشكل مورداً صيدياً هام جداً، والموارد المستهدفة فيها هي :
    • الموارد السطحية باستعمال الجرافات المجهزة بالشبك السطحي.
    • الأسماك الكبيرة المهاجرة (مثل أسماك التونة).
    • الأنواع التي تعيش في الاعماق (مثل القشريات).
    الصيد في المحيطات : يعتبر هذا الموقع متميزاً بالنسبة للنشاط الأقتصادي المرتبط بالصيد البحري أو بالتجارة البحرية .

    نشاط الصيد في البحر الاحمر
    في السنوات الماضية شهد البحر الأحمر إقبالاً متقطع النظير من المستثمرين في مجال الثروة البحرية من قبل الشركات السودانية والأجنبية. هذا الإقبال أدي الي زيادة الكميات المصطادة من الأسماك مما أدي الي توظيف أعداد كبيرة من سكان المناطق الساحلية في مجال الصيد التقليدي حيث زاد عدد الصيادين في الساحل السوداني في الفترة من 1990-1997 من 207 الي 970 صياد موزعين علي كل أنواع القوارب (شراعية، مراكب صغيرة، ماكينات خارجية والمراكب ذات الماكينات الداخلية). من هنا نلاحظ ان الكميات المصادة تضاعفت عن ما كانت علية وفي أوائل الستينيات وبلغت 1500 طن .
    الصيد التجاري هو نشاط الصيد الذي يهدف الي صيد الأسماك بغرض بيعها سواء كان لإستهلاكها كغذاء أو إستخلاص منتجات آخرى.
    الصيد التقليدي وهو نشاط الصيد الذي يعتمد علي مواعين ومعدات الصيد ذات إمكانات محدودة.
    الصيد الصناعي وهو نشاط الصيد الذي يعتمد علي معدات صيد ذات إمكانيات وتقنيات عالية حيث يمول بواسطة شركات ذات رؤوس أموال ومدخلات إنتاج.
    الصيد المعيشي أو الصيد من أجل المعيشة يكون بإمكانات محدودة جداً حيث يكون الغرض منه هو إستهلاك الأسماك بواسطة الاسرة أو توزيعها بين الأقارب أو بيعها في الأسواق المحلية.
    صيد الإستجمام  أو  الترفية حيث يكون الغرض من عملية الصيد هو صيد الأسماك من الترويح عن النفس أو المسابقات أو يكون الغرض الصيد الرياضي .
    نشاط الصيد التقليدي : هو نشاط الصيد السائد علي الساحل السوداني حيث يبلغ عدد الصيادين (3000 صياد) وعدد القوارب (600 قارب). الشباك الخيشومية والسنانير اليدوية اليدوية هى الوسيلتان المستخدمتان في الصيد، وتعتبر الشعاب المرجانية هي المنطقة المثلي لممارسة نشاط الصيد.
    يتألف أسطول الصيد التقليدي في الساحل السوداني من مراكب خشبية كلها مصنوعة محلياً، ومازال صنع المراكب نشاطاً هاماً علي طول الساحل، خاصة بالقرب من سواكن، وتستخدم القوارب الرفيعة المحفورة من الخشب وتعمل بدون محرك وكذلك مراكب الهوري والسنبوك المزودة بمحرك خارجي، أو بمحرك داخلي يدار بالديزل، ومن بين الطرق المستخدمة في الصيد الخيط الممسوك باليد، والشبكة الخيشومية السطحية أو القاعية، والشباك المطوقة، والصنارة وشباك الطراحة، والشراك، ويصاد نحو 80% باستخدام الخيوط الممسوكة باليد وأكثر المناطق إنتاجية هي الحواف الداخلية للشعب المرجانية الموجودة قبالة الساحل، ومن أهم أنوع السمك التي تصاد بالخيوط الممسوكة باليد القشر وسمك الإمبرطور والتراوت المرجاني والنهاش وبخاصة البهار ومن بين الأسماك السطحية الإسقمري الإسباني والبركودة والجاك. وتستخدم الشباك الخيشومية لصيد سمك السيجان، والسمك وحيد القرن، والبوري الأشهب، والتريفالي، والشُّفاهي. الغوص اليدوي بحثاً عن محار الكوكيان هو نشاط هام كمصدر للدخل في المناطق الساحلية ومحار اللؤلؤ الأسود. تقيد قلة الثلج والهياكل الأساسية الساحلية الطرقية حركة تسويق السمك الطازج في السوق المحلي. وكانت منطقة سواكن تقليدياً مركز مصائد الكوكيان ولكن يبدو أن منطقة الإنتاج الرئيسية قد انتقلت الي محمد قول وخليج دنقناب حيث يقوم الغواصين غير المزودين بالمعدات بجمع المحار مستخدمين قوارب (هوري) يبلغ طولها من (6-8 متر) مزوده بمحرك خارجي والفلوكة يبلغ طولها (4 متر) وهي مزودة بشراع واللنشات من (8-21 متر) وهي مزودة بمحرك داخلي. يمتد الموسم الرئيسي من مايو حتي ديسمبر، ويتوقف ذلك علي فصل الرياح الموسمية أكثر من الرقابة التشريعية، وقد إشتمل مشروع سابق، مولته  إدارة التنمية في ماوراء البحر، استغلال خيار البحر وقثاء البحر علي طول الساحل السوداني، وكان النتاج يتركز علي نوعين منه وفي عام 1981 صدر 15 طناً مترياً من خيار البحر المجفف، وبعد ذلك توقف الإنتاج بسبب إنخفاض الأسعار في أسواق الصادرات وصعوبة جمع الخيار غير أنه في الوضع الراهن حيث إنخفض صيد الأسماك والكوكيان، وإستنزف خيار البحر في منطقة مرسي الشط جنوبي سواكن.
    الصيد التجاري : تقوم به مراكب أكبر حجماً وأكثر قدره ويضم مراكب الجرف القاعي ومراكب الإحاطة وهو نشاط موسمي من نوفمبر حتي مايو وتعبر مناطق جزر تلاتلا مناطق مثلي لممارسة هذا النشاط ويضم هذا القطاع أيضاً صيد خيار البحر.

    يقسم نشاط الصيد في البحر الأحمر الي ثلاث مناطق رئيسية وهي :-
    المنطقة الشمالية : وتشمل عروس، ضرح، اركياي، سلك، محمد قول، دنقناب، اوسيف، حلايب، مركز هذه المناطق محمد قول. وتتميز بالاتي : 

    • يكثر فيها أسماك الناجل والشعور والقشر والهريد.
    • بها خليج دنقناب (حالياً محمية دنقناب) المشهورة بزراعة الأصداف.
    • غنية بالشعب المرجانية والنباتات البحرية.

    المنطقة الوسطي : وتشمل بورتسودان، الرقبة، حلوت، توارتيت. وهي غنية بالشعب، وليس بها منطقة تصلح لجرف أسماك القاع. مركزها بورتسودان.

    المنطقة الجنوبية : وتشمل  هيدوب، سواكن، الشيوخ، عقيق، امارات، وغيرها. مركزها  سواكن وتتميز بالآتي :

    • كثرة الخيران وبها خور بركة.
    • بها جزر كبيرة مثل تلاتلا كبير وصغير.
    • بها تربة طينية صالحة لجرف الأسماك.
    • يكثر بها الجمبري والأسماك القاعية مثل المكرونة والبربوني.

    نشاط الصيد في الساحل السوداني للبحر الاحمر


    مقدمة :-
    تعتبر الثروة السمكية من الموارد الطبيعية التي يمكن استثمارها والمحافظة عليها عن طريق الأستخدام المستدام المبني علي الإدارة الشاملة التي يراعي فيها الوضع البيئي لمناطق الصيد، وتبرز أهمية الإهتمام بالساحل وموارده المتعدده كمصدر حيوي لا غني عنه من الناحية الإقتصادية ورغم هذه الأهمية نجد أن المياه الإقليمية تفتقر الي المعلومات الكافية عن الموارد والثروات البحرية مما يصعب معه إداره هذه الموارد إداره سليمة .
    نشاط الصيد البحري :-
    ﻴﺴﻤﺢ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ وﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ﺒﺘﻭﻓﻴر ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ، ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ، حسب منطقة ونوعية النشاط ما يلي :-

    الصيد البحري الحرفي : ﺘﺘﻭﻓﺭ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟضحلة ﻋﻠﻰ ﻜﻡ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺔ، ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﻓﻲ. ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ  ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ ﺒﺸﻜل ﺠﻴﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺒﻙ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﺭﺏ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ، ﻴﺴﺎﻫﻡ ﺒﺸﻜل ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ :
    • ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺯﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺤﺼﺭﺓ.
    • ﺍلإﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻁﻤﻭﺡ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻁﻭل ﺍﻟﺴﺎﺤل ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ.
    • ﺇﺤﺩﺍﺙ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﻤﺭﺒﺤﺔ ﺘﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺍلإﺴﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﻌﺯﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ.
    الصيد الساحلي : ﺘﻤﺜل ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﺭﻴﺔ في معظم البحار ﺒﺘﻨﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﻁﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﺭﻀﻲ، ﻭ ﻴﺘﻡ إﺴﺘﻐﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻷﺤﻭﺍل، ﺤﺴﺏ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻴﺩ البحري ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺒﺎﻟﺸﺒﻙ ﺍﻟﺴﻁﺤﻲ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺒﺎﻟﺸﺒﻙ ﺍﻟﺠﻴﺒﻲ (شباك الجرف).
    تتموقع أهم المصادر الصيدية بصفة خاصة والبيولوجية بشكل عام في هذه المنطقة الساحلية، حيث تستهدف نشاطات الصيد البحري موارد صيدية غنية ومتنوعة :
    • الموارد السطحية عن طريق تطوير قوارب الصيد بإستعمال وسائل لكشف الأسماك والإستقلال العقلاني لكل مناطق الصيد البحري.
    • الموارد التي تعيش في الأعماق الضحلة من المياه القارية، عن طريق تأهيل المهن الصغيرة والتقنيات المتعلقة بها.
    • الموارد الخاصة بالمناطق الساحلية وخاصة منها الشعب المرجانية والطحالب وقنافذ البحر والأصداف الساحلية، وذلك من خلال إعداد خرائط توزيع هذه الموارد وتطوير المهن المتعلقة بها.
    الصيد في اعالي البحار : يمارس الصيد في أعالي البحار بالابحار لعدة أيام، ويشمل الصيد البحري نصف المصنع (سفن صيد بحري لا يزيد طولها عن 25 متر لمناطق واقعة بين 6-12 ميل بحري)، والصيد البحري المصنع (سفينة صيد يزيد طولها عن 35 متر لمناطق تقع ما وراء 12 ميل بحري).

    كشفت الدراسات التي أجريت أن هذه المنطقة للصيد البحري الواقع ما وراء 6 أميال بحرية تشكل مورداً صيدياً هام جداً، والموارد المستهدفة فيها هي :
    • الموارد السطحية باستعمال الجرافات المجهزة بالشبك السطحي.
    • الأسماك الكبيرة المهاجرة (مثل أسماك التونة).
    • الأنواع التي تعيش في الاعماق (مثل القشريات).
    الصيد في المحيطات : يعتبر هذا الموقع متميزاً بالنسبة للنشاط الأقتصادي المرتبط بالصيد البحري أو بالتجارة البحرية .

    نشاط الصيد في البحر الاحمر
    في السنوات الماضية شهد البحر الأحمر إقبالاً متقطع النظير من المستثمرين في مجال الثروة البحرية من قبل الشركات السودانية والأجنبية. هذا الإقبال أدي الي زيادة الكميات المصطادة من الأسماك مما أدي الي توظيف أعداد كبيرة من سكان المناطق الساحلية في مجال الصيد التقليدي حيث زاد عدد الصيادين في الساحل السوداني في الفترة من 1990-1997 من 207 الي 970 صياد موزعين علي كل أنواع القوارب (شراعية، مراكب صغيرة، ماكينات خارجية والمراكب ذات الماكينات الداخلية). من هنا نلاحظ ان الكميات المصادة تضاعفت عن ما كانت علية وفي أوائل الستينيات وبلغت 1500 طن .
    الصيد التجاري هو نشاط الصيد الذي يهدف الي صيد الأسماك بغرض بيعها سواء كان لإستهلاكها كغذاء أو إستخلاص منتجات آخرى.
    الصيد التقليدي وهو نشاط الصيد الذي يعتمد علي مواعين ومعدات الصيد ذات إمكانات محدودة.
    الصيد الصناعي وهو نشاط الصيد الذي يعتمد علي معدات صيد ذات إمكانيات وتقنيات عالية حيث يمول بواسطة شركات ذات رؤوس أموال ومدخلات إنتاج.
    الصيد المعيشي أو الصيد من أجل المعيشة يكون بإمكانات محدودة جداً حيث يكون الغرض منه هو إستهلاك الأسماك بواسطة الاسرة أو توزيعها بين الأقارب أو بيعها في الأسواق المحلية.
    صيد الإستجمام  أو  الترفية حيث يكون الغرض من عملية الصيد هو صيد الأسماك من الترويح عن النفس أو المسابقات أو يكون الغرض الصيد الرياضي .
    نشاط الصيد التقليدي : هو نشاط الصيد السائد علي الساحل السوداني حيث يبلغ عدد الصيادين (3000 صياد) وعدد القوارب (600 قارب). الشباك الخيشومية والسنانير اليدوية اليدوية هى الوسيلتان المستخدمتان في الصيد، وتعتبر الشعاب المرجانية هي المنطقة المثلي لممارسة نشاط الصيد.
    يتألف أسطول الصيد التقليدي في الساحل السوداني من مراكب خشبية كلها مصنوعة محلياً، ومازال صنع المراكب نشاطاً هاماً علي طول الساحل، خاصة بالقرب من سواكن، وتستخدم القوارب الرفيعة المحفورة من الخشب وتعمل بدون محرك وكذلك مراكب الهوري والسنبوك المزودة بمحرك خارجي، أو بمحرك داخلي يدار بالديزل، ومن بين الطرق المستخدمة في الصيد الخيط الممسوك باليد، والشبكة الخيشومية السطحية أو القاعية، والشباك المطوقة، والصنارة وشباك الطراحة، والشراك، ويصاد نحو 80% باستخدام الخيوط الممسوكة باليد وأكثر المناطق إنتاجية هي الحواف الداخلية للشعب المرجانية الموجودة قبالة الساحل، ومن أهم أنوع السمك التي تصاد بالخيوط الممسوكة باليد القشر وسمك الإمبرطور والتراوت المرجاني والنهاش وبخاصة البهار ومن بين الأسماك السطحية الإسقمري الإسباني والبركودة والجاك. وتستخدم الشباك الخيشومية لصيد سمك السيجان، والسمك وحيد القرن، والبوري الأشهب، والتريفالي، والشُّفاهي. الغوص اليدوي بحثاً عن محار الكوكيان هو نشاط هام كمصدر للدخل في المناطق الساحلية ومحار اللؤلؤ الأسود. تقيد قلة الثلج والهياكل الأساسية الساحلية الطرقية حركة تسويق السمك الطازج في السوق المحلي. وكانت منطقة سواكن تقليدياً مركز مصائد الكوكيان ولكن يبدو أن منطقة الإنتاج الرئيسية قد انتقلت الي محمد قول وخليج دنقناب حيث يقوم الغواصين غير المزودين بالمعدات بجمع المحار مستخدمين قوارب (هوري) يبلغ طولها من (6-8 متر) مزوده بمحرك خارجي والفلوكة يبلغ طولها (4 متر) وهي مزودة بشراع واللنشات من (8-21 متر) وهي مزودة بمحرك داخلي. يمتد الموسم الرئيسي من مايو حتي ديسمبر، ويتوقف ذلك علي فصل الرياح الموسمية أكثر من الرقابة التشريعية، وقد إشتمل مشروع سابق، مولته  إدارة التنمية في ماوراء البحر، استغلال خيار البحر وقثاء البحر علي طول الساحل السوداني، وكان النتاج يتركز علي نوعين منه وفي عام 1981 صدر 15 طناً مترياً من خيار البحر المجفف، وبعد ذلك توقف الإنتاج بسبب إنخفاض الأسعار في أسواق الصادرات وصعوبة جمع الخيار غير أنه في الوضع الراهن حيث إنخفض صيد الأسماك والكوكيان، وإستنزف خيار البحر في منطقة مرسي الشط جنوبي سواكن.
    الصيد التجاري : تقوم به مراكب أكبر حجماً وأكثر قدره ويضم مراكب الجرف القاعي ومراكب الإحاطة وهو نشاط موسمي من نوفمبر حتي مايو وتعبر مناطق جزر تلاتلا مناطق مثلي لممارسة هذا النشاط ويضم هذا القطاع أيضاً صيد خيار البحر.

    يقسم نشاط الصيد في البحر الأحمر الي ثلاث مناطق رئيسية وهي :-
    المنطقة الشمالية : وتشمل عروس، ضرح، اركياي، سلك، محمد قول، دنقناب، اوسيف، حلايب، مركز هذه المناطق محمد قول. وتتميز بالاتي : 

    • يكثر فيها أسماك الناجل والشعور والقشر والهريد.
    • بها خليج دنقناب (حالياً محمية دنقناب) المشهورة بزراعة الأصداف.
    • غنية بالشعب المرجانية والنباتات البحرية.

    المنطقة الوسطي : وتشمل بورتسودان، الرقبة، حلوت، توارتيت. وهي غنية بالشعب، وليس بها منطقة تصلح لجرف أسماك القاع. مركزها بورتسودان.

    المنطقة الجنوبية : وتشمل  هيدوب، سواكن، الشيوخ، عقيق، امارات، وغيرها. مركزها  سواكن وتتميز بالآتي :

    • كثرة الخيران وبها خور بركة.
    • بها جزر كبيرة مثل تلاتلا كبير وصغير.
    • بها تربة طينية صالحة لجرف الأسماك.
    • يكثر بها الجمبري والأسماك القاعية مثل المكرونة والبربوني.

    اقرء المزيد

      تابعونا علي فيس بوك

      Blogger Tips and TricksLatest Tips For BloggersBlogger Tricks
      يتم التشغيل بواسطة Blogger.

    عن المدونة

    اتفاقية الاستخدام

    سياسة الخصوصية Privacy Policy