أولاً ﻓﻭﺍﺌﺩ ﺃﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﻨﺠﺭﻭﻑ :
- ﺍﻥ ﺍﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﻨﺠﺭﻭﻑ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻋﻅﻡ ﻓﺎﺌﺩﻩ ﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺤل ﻓﻬﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻏﺫﺍﺀ ﻟﻘﻁﻌـﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺸـﻴﻪ المنتشرة ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻪ ﻨ ﻅ ﺭ ﺍ ﻻﺭﺘﻔﺎﻉ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻴﻥ ﻓـﻲ ﺍﻻﻭﺭﺍﻕ ﻭﻜـﺫﻟﻙ ﻴـﺴﺘﺨﺩﻡ ﻤـﺴﺘﺨﻠﺹ ﺍﻻﻭﺭﺍﻕ ﻟﻌﻼﺝ ﺃﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻠﺜﻪ ﻭﺍﻟﻜﺒﺩ ، ﻭﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺎﻨﺠﺭﻭﻑ ﺼﺎﻟﺤﻪ ﻟﻼﺴﻤﺎﻙ ﻭﺍﻟﻘﺸﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤـﺄﻭﻯ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻴﻪ ﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻻﺤﻴﺎﺀ .
- فوائد بيئية : ﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺎﻨﺠﺭﻭﻑ ﺒﻴﺌﻪ ﻏﻨﻴﻪ ﺒﺎﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﻪ ﻓﻬﻲ
ﻤﺄﻭﻯ ﻟﻜﺜﻴـﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨـﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴـﻪ
ﻭﺍﻟﻁﻴﻭﺭ ﻭﻫﻲ ﺘﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻨﺠﺭﺍﻑ ﺍﻟﺘﺭﺒﻪ ﻭﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻜﺜﺒﺎﻥ ﺍﻟﺭﻤﻠﻴﻪ .
- فوائد جمالية و ترفيهية : ﺒﺨﻼﻑ ﺍﻻﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﻤﺎﻕ ﺍﻭ ﺘﻁﻔﻭﺍ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﺴﻁﺢ ﻓـﺎﻥ ﺍﺸـﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﻨﺠﺭﻭﻑ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ﺍﻟﺨﻀﺭﺍﺀ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﻩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﻭﺒﻁﻭل ﻜﺒﻴﺭ ﻭﺒﻜﺜﺎﻓﻪ ﻭﺠـﺫﻭﺭﻫﺎﺘﺤﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﻟﺢ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻏﻠﺏ ﺍﻻﺤﻴﺎﻥ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺸﻭﺍﻁﺊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺠﺎﻓﻪ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺤﻠﻪ ﻓﺎﻥ ﺍﺸﺠﺎﺭ المانجروف ﻫﻲ ﺍﻟﻐﻁﺎﺀ ﺍﻻﺨﻀﺭ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻭ ﺘﻀﻔﻲ ﺠ ﻤ ﺎ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤل ﻭﺘﻭﻓﺭ ﺍﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﺴـﻌﻪ ﻟﻤﺤﺒﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻪ .
- ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺌﻴﻪ ﻷﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﻨﺠﺭﻭﻑ : ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺌﻴﻪ ﻷﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﻨﺠﺭﻭﻑ ﻫﻲ ﺍﻻﻭﺭﺍﻕ ﻭﺒﻬﺎ ﻤﺎﺀ ٣٧% ﻭﺒﺭﻭﺘﻴﻨﺎﺕ ١٠,٥% ﻭﻓﻭﺴﻔﻭﺭ ١,٤% ﻭﺒﻭﺘﺎﺴﻴﻭﻡ ١,١% ﻭﺤﺩﻴﺩ ﻭﻤﻨﺠﻨﻴﺯ ﻭﺯﻨﻙ ﻭﻨﺤﺎﺱ ﺒﻨﺴﺒﺔ ٤٥٠ ﻭ ٥٤ ﻭ ٢٢ ﻭ ١٣ ﺠ ﺯ ﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻴﻭﻥ ﻭ ﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻭﻴﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﺭﻭﻻﺕ ﻭ ﺍﻟﻜﻭﻤﺎﺭﻴﻥ ، ﺃﻤـﺎ ﺒﺎﻟﻨـﺴﺒﻪ ﻟﻠـﺴﺎﻕ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﺫﻭﺭ ﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻴﻪ ﻓﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺤﺼﺎل ﻤﺭﻜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻭﻴﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟـﺴﺘﻴﺭﻭﻻﺕ ﻭ ﺍﻟﻜﻭﻤـﺎﺭﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻜﺎﺭﻭﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺎﻕ ﺒﻨﺴﺏ ﻤﺘﻘﺎﺭﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻻﻭﺭﺍﻕ ﻭﻗﺸﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﻕ ﺒﺎﻻﻀﺎﻓﻪ ﺍﻟﻰ ﺘﻭﺍﺠـﺩ ﺍﻻﺼـﺒﺎﻍ ﻭﺍﻻﺼﻤﺎﻍ ﻭﺤﻤﺽ ﺍﻟﺒﻴﺘﻭﻟﻴﻙ .
بيئات المانجروف في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن :
تنتشر بيئات المانجروف على سواحل البحر الأحمر وخليج عدن وخصوصا في الجزء الجنوبي من جنوب البحر الأحمر، حيث تشكل هذه البيئات جزءا مهما من منظومة الحياة النباتية الساحلية؛ فنظام جذورها المعروفة بالجذور الهوائية والتي تبرز فوق سطح الأرض تحيط بالأشجار لتشكل أيكات كثيفة على امتداد الساحل تعمل على ترسيب التربة وتحمي بذلك الشواطىء من التعرية، كما تعزز بيئات المانجروف تنوعا هائلا للمجموعات الحية من خلال توفير المأوى لانواع كثيرة من الحيوانات والطيور البحرية والأسماك واللافقاريات الهامة تجاريا، كما تشكل الأوراق والفروع الميتة لأشجار المانجروف مصدراً هاماً للمغذيات التي تثري الانتاجية الاولية في البيئة البحرية.
الأنواع والأشكال:
يضم المانجروف حوالي 70 نوعا تنتمي إلى 20 عائلة نباتية مختلفة في العالم. يتواجد في إقليم البحر الأحمر وخليج عدن أربعة أنواع أبرزها نوعي Avicennia (القرم) Rhizophora (الجندل) يتراوح حجم أشجار القرم في الإقليم من شجيرات صغيرة لا يتجاوز طولها المتر إلي أشجار كبيرة نسبيا يصل طولها إلي 4-7 أمتار، بينما يتراوح محيط الساق من حوالي 20 سم إلي قرابة المتر. لكن في أماكن مثل الأرج في اليمن وجزيرة مسكالي في جيبوتي وآركيياي في السودان وجازان في السعودية تبلغ أطوال بعض أشجار القرم حوالي العشرة أمتار وينمو محيط سيقانها إلي أكثر من مترين.
يعد نوع Rhizophora (الجندل) ذو أهمية اقتصادية عالية لتميز أشجاره بكبر الحجم وجودة الخشب مقارنة بأشجار Avicennia (القرم). تتراوح أطوال أشجار الجندل جيدة النمو في أماكن مثل قودورية وخورعنقر وجزيرة موشى في جيبوتي ما بين 9-14متر، إلا أن إنتشار هذا النوع بسواحل البحر الأحمر وخليج عدن محدود للغاية.
الوجود التاريخي:
أشجار المانجروف معروفة منذ القدم؛ فقد وصفها ثيوبراتس (Theopratus) في كتابه المعروف بتاريخ النبات "Historia Plantarum" عام 350 ق.م، كما ذكر بليناي (Pliny) عام 77م. في كتابه تاريخ الطبيعة "Historia Naturalis" وجود أنواع من هذه الأشجار على ساحل البحر الأحمر. هذا وقد ذكر عالم النبات العربي أبوالعباس النبطي أشجار المانجروف في كتاباته عن رحلاته في جزيرة العرب، حيث أورد وصف نوعين منها: نوع Rhizophora والذي أطلق عليه اسم القنديلة ونوع Avicennia والذي أطلق عليه اسم القرم، والجدير بالذكر أن هذين الاسمين استمر استعمالهما في اللغتين العربية والسواحلية حتى اليوم.
التوزيع الجغرافي :
يعتبر نوع Avicennia marina (القرم) أكثر أنواع المانجروف إنتشارا في سواحل البحر الأحمر وخليج عدن بسبب مقدرته الفائقة على موائمة ظروف الجفاف والملوحة العالية السائدة بالمنطقة. تتناقص كثافة غابات المانجروف كلما اتجهنا شمالا حيث يمتد توزيعها على سواحل البحر الأحمر حتى شبه جزيرة سيناء.
التهديدات والصعاب:
تعتبر الظروف البيئية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن- مثل درجة الحرارة ونسبة الملوحة- من الحدود القصوى للمدى الفيسيولوجي الذي تستطيع تحمله نباتات المانجروف، مما يجعلها شديدة الحساسية للضغوط البيئية، حيث تتدهور أشجار المانجروف وتتعرض للاجتثاث بفعل الكم الهائل من أعمال التطوير واستغلال المساحات الساحلية ، فعلى سبيل المثال هي تتعرض للدمار بفعل تغيير استخدام الأرض وتقتلع لبناء المزارع السمكية، وفي المناطق الساحلية حيث الازدياد السريع للسكان يتم قطع الأشجار بغرض استخدامها كخشب للبناء أو الوقود، كما أن الجمال التي تتغذى على أوراقها تحد من ارتفاعها وإنتاجيتها وقدرتها على التكاثر، بالإضافة إلى أن بناء السدود على مجاري السيول و الوديان يقلل من انسياب مياه الامطار والطمي الى مناطق تواجد المانجروف بالسواحل ويتسبب ذلك في تدهور نمو الاشجار ، أضف الى ذلك أن بناء الجسور الصغيرة والممرات عبر الشواطئ يؤدي إلى حجز مياه المد عن بيئات المانجروف مما يتسبب في موت الكثير من الأشجار في عدة مناطق.
ولتدهور أشجار المانجروف آثار بعيدة المدى تتمثل في تدهور المخزون السمكي والصيد البحري وتعريض الشواطىء للتعرية، كما يؤدي ذلك الى تهديد مجموعات مهمة من الكائنات البحرية وفقدان التنوع الحيوي ، وتكمن العوامل الرئيسية لتدهور بيئات المانجروف في نقص التوعية بأهمية دورها في البيئات الساحلية والبحرية، وأيضاً لقصور القوانين الخاصة بحمايتها واجراءات تطبيق القوانين ، و الاستخدام المحدود لإجراءات التقييم البيئي.
0 التعليقات: