السبت، 11 أبريل 2015

التلوث البحري 1

12:54 م  |  تعليق واحد



مقدمة عامة :-
مع تطوّر مجتمعاتنا، وزيادة التطوّر العمراني والإقتصادي والعسكري، تغيّرت الكثير من ملامح البيئة والكرة الأرضيّة. هذا التطوّر نتج عنه نتائج إيجابيّة في زيادة التكنولوجيا، وزيادة استخدام موارد الأرض والإستفادة منها. إلا أنّه لهذا التطوّر جانب سلبي، كان له أثر كبير في سلامة الكرة الأرضيّة وزيادة الكوارث الطبيعيّة فيها، وهذا كلّه بسبب ما يطلق عليه "التلوّث" أو "التلوّث البيئي"، فما هو التلوّث؟ وما هي أنواعه؟
التلوّث هو إحداث خلل كبير في توازن البيئة، ويحدث هذا الخلل نتيجة عمل تغيير في البيئة التي تعيش فيها الكائنات الحيّة، وهذا بفعل بشري من الإنسان ونشاطاته اليوميّة، حيث أنّ بعض السلوكيات الخاطئة والنّشاطات الغير مدروسة تؤثّر في البيئة التي تعيش فيها الكائنات الحيّة وتؤدّي إلى اختلالها وتغيّر بعض المعالم فيها. فالإنسان هو من يتحكّم بالبيئة، فإمّا أن يستغل مواردها بطريقة صحيحة فيفيد البيئة، وإمّا أن يستغلها بطريقة خاطئة وغير سليمة فيضرّ البيئة ويسبّب تلوّثها.
وبناءاً لما سبق، فإنّ السّبب الرّئيس في التلوّث هو الإنسان. هناك طبعاً عوامل عديدة ساعدت في ذلك، فالتوسّع الصّناعي وزيادة المصانع، والتقدّم التكنولوجي، وسود استخدام الإنسان للموارد أحياناً، كما أنّ الإنفجار السّكاني والزيادة الكبيرة في عدد السّكان والتوسّع العمراني، كانوا أسباباً رئيسة وعوامل مساعدة في زيادة التلوّث في العالم.
وعليه، فإن هناك أنواعاً عديدة للتلوّث، وحيث أن العناصر الأساسية في هذا الكون تتكون من: الهواء، والماء، والتربة، فإن أنواع التلوّث البيئي هي:

التلوّث الهوائي: ويقصد به تلوّث الهواء بالمواد الضارّة والمواد الكيميائيّة التي تضر بالبيئة والإنسان والكائنات الحيّة الأخرى. وقد تكون طبيعيّة سواء من الأتربة المتناثرة في الهواء، أو من صنع الإنسان كالدّخان المنبعث من عوادم السيارات والوقود، ودخّان السّجائر والتبغ، أو الغازات الضارّة. حيث أنّ التلوّث الهوائي يضر بالإنسان بالدّرجة الأولى ويسبّب له أمراض عدّة منها: الإلتهابات الرئويّة، والحساسيّة، والرّبو، وغيرها من الأمراض الأخرى. كما أنّ التلوّث الهوائي يسبّب المشكلة الأكبر التي يعاني منها العالم حاليّاً ألا وهي مشكلة الإحتباس الحراري ومشكلة طبقة الأوزون.

التلوّث المائي: ويقصد به تلوّث مصادر المياه بالملوّثات سواء أكان تلويث المياه العذبة التي يستخدمها الإنسان في الشرب وأغراض أخرى، أو تلويث المياه البحريّة التي تفيد الكائنات البحريّة والحيوانات كذلك. وقد يحدث التلوّث المائي سواء بسبب سوء استخدام الإنسان للماء وعدم حرصه عليها، كما أنّه قد يحدث التلوّث خاصّةً للماء البحري نتيجة الحوادث التي تتعرّض لها سفن نقل النّفط خاصّةً، أو نتيجة إلقاء مياه الصّرف الصحّي والصناعي في البحار والمحيطات. وللتلوّث المائي أضرار جسيمة على الإنسان، حيث أنّه قد يصاب بأمراض الكوليرا، والملاريا، وأمراض الكبد، والتيفوئيد، وأمراض أخرى خطيرة. كما أنّ ضرر التلوّث المائي لا يقتصر على الإنسان، وإنّما يهدّد حياة الكائنات البحريّة كذلك والحيوانات الأخرى.
تلوّث التّربة: تلوّث التّربة يرتبط بالتّربة نفسها، وهو نوع خطير من أنواع التلوّث يحاول الإنسان الحدّ من أضراره. وقد يحدث نتيجة استخدام مياه الصّرف الصحّي، أو المياه الملوّثة إشعاعيّاً أو كيميائيّاً، أو من خلال إضافة مواد ضارّة بالبيئة إليها كالمبيدات الحشريّة والكيميائيّة، وغيرها من الأسباب الأخرى. حيث يؤدّي هذا التلوّث إلى نقص في توفير العناصر الغذائية المفيدة للإنسان والحيوانات كذلك، وكما تؤدّي إلى زيادة ظاهرة التصحّر في العالم.

مفهوم تلوث البحار:-
لتحديد دقيق لمفهوم التلوث البحار عمد العديد من الشراح وبعض الهيئات العلمية ذات الصلة وكذا بعض المنظمات الدولية المختصة المعنية بالبيئة البحرية إلى تحديد المعنى المقصود بالتلوث البحري في إطار بيان مفهومه. فرأى الفقيه cole أن التلوث البحري يقصد به (أي نشاط إنساني يغير من البيئة والحياة البحرية ونباتاتها ومصايدها والصحة العامة كما يؤثر في المنافع البحرية ولذلك فهو يشمل الآثار الناتجة عن تنمية السواحل والشواطئ واستغلال مصادر البترول والغاز واستخراج الحصى وكذلك أنشطة أخرى مثل التخلص من الصرف الصحي والمخلفات الصناعية ونفايات البترول وكذلك التخلص من النفايات المشعة).
ويرى الفقيه كلارك أن كلمة تلوث تستخدم بشكل عام للدلالة على الضرر البيئي الحاصل نتيجة إلقاء الفضلات في البحر ويفرق بين مصطلحي contamination و pollution فيرى بأن المصطلح الأول يقصد به تواجد مواد مركزة في الماء تتجاوز المستوى الطبيعي في الوسط ويرى بأن المصطلح الثاني pollution يقصد به ( إدخال مواد أو طاقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، بواسطة الإنسان إلى البيئة البحرية ، يترتب عليها تأثيرات ضارة ، كإلحاق الأذى بالموارد الحية ، وتعريض صحة الإنسان للخطر وإعاقة الأنشطة البحرية بما في ذلك الصيد ، والتقليل من صلاحية الانتفاع بالمياه البحرية والإقلال من الترويح ).. تنتج عن ( إدخال الإنسان في البيئة البحرية مواد يمكن أن تسبب نتائج مؤذية كالإضرار بالثروات البيولوجية والأخطار على الصحة الإنسانية وعرقلة النشاطات البحرية بما فيها صيد الأسماك وإفساد مزايا مياه البحر عوضاً عن استخدامها والحد من الغرض من استخدامها في مجالات الترفيه(.
وقد عرفت اللجنة الفرنسية المختصة بدراسة مشاكل التلوث البحري والّمشكلة فيما بين الوزارات الفرنسية هذا التلوث بأنه (تغيير التوازن الطبيعي للبحر بما من شأنه أن يؤدي إلى تعريض صحة الإنسان للخطر ، أو يضر بالموارد البيولوجية من نباتات وحيوانات بحرية أو يمس التمتع بها أو يعرقل الاستخدامات الأخرى المشروعة للبحر ، ويحدث هذا التغيير بوجه عام نتيجة التدخل غير الطبيعي لفاعل التلوث في البيئة البحرية بالمواد الطبيعية كالمواد العضوية لمياه الصرف الصحي وبعض فضلات معالجة المعادن أو بمواد التركيبات الصناعية كالبلاستيك والمبيدات الحشرية).
وجاء في مؤتمر البيئة في ستوكهولم عام 1972 تحديداً لمعنى التلوث البحري بأنه (إدخال الإنسان بطريق مباشر أو غير مباشر لمواد أو طاقة في البيئة البحرية ، يكون لها آثاراً ضارة كالأضرار التي تلحق بالموارد الحية أو تعرض صحة الإنسان للخطر أو تعوق الأنشطة البحرية ، بما فيها الصيد وإفساد خواص مياه البحر من وجهة نظر استخدامه والإقلال من منافعه.(
وحددت الاتفاقية الأوربية لحماية مصادر المياه الدولية من التلوث المنعقدة في ألمانيا الاتحادية عام 1973 المقصود بالتلوث البحري بأنه أي إتلاف لتركيب أو تغيير حالة المياه كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة لنشاط الإنسان و بخاصة الحط من نوعية المياه في قابليتها للاستعمال في المجالات الآتية :

  1.     استخدامها للإنسان والحيوان.
  2.     واستخدامها في الزراعة والصناعة .
  3.         وصيانة البيئة الطبيعية وبخاصة الأحياء المائية.
وعرفت اتفاقية هلسنكي لعام 1974 التلوث بأنه :( قيام الإنسان – بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، بتصريف مواد أو طاقة في البيئة البحرية ، ويترتب على ذلك آثاراً ضارة بصحة الإنسان أو بالموارد البحرية أو الأحياء البحرية أو عرقلة الاستخدامات المشروعة للبحار أو التأثير في خواص استخدام المياه البحرية أو التقليل من أوجه الاستفادة بها) ، كما وضعت مجموعة خبراء من المنظمة الاستشارية البحرية ومنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية للأرصاد والأمم المتحدة المطلق عليها اختصاراً ( GESAMP ) تعريفاً للتلوث البحري ـ يرى وجود حالة التلوث عند (إضافة مواد أو طاقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بفعل الإنسان في البيئة البحرية ـ بما فيها مصب الأنهار ـ ويكون لها أثار ضارة للموارد الحية أو صحة الإنسان أو بما من شأنه أن يعوق الأنشطة البحرية بما في ذلك الصيد أو التأثير في خواص استخدام مياه البحر وخفض الاستفادة منها(.
ونشير إلى أن اتفاقيات جنيف الأربع لقانون البحار التي أقرها مؤتمر الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1958 لم تتضمن تعريفاً للتلوث البحار.
لقد أصبح تلوث البحار ظاهرة متزايدة وهي تختلف حقيقة من مكان لآخر كما أن نسبة التلوث تختلف باختلاف المصدر المتسبب في هذه الظاهرة و تزداد مظاهر التلوث بسبب تزايد السكان وارتفاع كثافاتهم في المدن والموانيء وارتفاع نسبة تزايد بناء السفن العملاقة والموانئ والأرصفة. فعلى الإنسان أن يسعى إلى محاولة التّقليل من التلوّث ومخاطره؛ وذلك من خلال اتّباع الوسائل والإرشادات التي تساعد في الحفاظ على البيئة من التلوّث، وزيادة الوعي بذلك، حتى نستطيع أن نعيش في عالم نظيف خالٍ من الأمراض ومسبّباته ومن الكوارث الطبيعية.

شارك
المشاركة بواسطة على اليمني
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

هناك تعليق واحد:


  1. أفضل شركة تنظيف خزانات بمكة
    أصبح يمكنكم الآن ترك مهام تنظيف الخزانات علينا و نحن نقوم بجميع مهام تنظيف الخزانات و غسيل الخزانات و ازالة جميع الاوساخ المتواجدة بداخل الخزان مع شركة تنظيف خزانات بمكة فنح ماهرون في عملنا و لدينا جميع الامكانيات التي نقدمها لكم من غسيل خزانات و تنظيف خزانات و عزل خزانات ايضآ بمكة كل ما عليكم هو التواصل معنا ونحن نأتي لكم
    غسيل خزانات بمكة المكرمة
    http://www.elbshayr.com/6/Cleaning-tanks

    ردحذف

    تابعونا علي فيس بوك

    Blogger Tips and TricksLatest Tips For BloggersBlogger Tricks
    يتم التشغيل بواسطة Blogger.

عن المدونة

اتفاقية الاستخدام

سياسة الخصوصية Privacy Policy